[ 436 ] قالوا : صف لنا هذه الأخلاط لعلّنا ننتفع بها عند البلوى. فقال : نعم، أما الخلط الأوّل فالثقة بالله عزّوجلّ. وأما الثاني : فكلّ مقدّر كائن. وأما الثالث : فالصبر خير ما استعمله الممتحن. وأما الرابع : فإذا لم أصبر فماذا أصنع ولا أعين على نفسي بالجزع. وأما الخامس : فقد يكون أشدّ ممّا أنا فيه. وأما السادس : فمن ساعة إلى ساعة فرج. فبلغ ما قاله كسرى فأطلقه وأعزّه(1). علاج الجزع وقلّة الصبر : إن هذا المرض النفسي والأخلاقي مثل بقية الأمراض الاُخرى له طرق للعلاج ونشير إليها فيما يلي : 1 ـ تشخيص المرض عندما يتوجه المريض إلى الطبيب الروحاني يقوم هذا الطبيب بالفحص عن علامات المرض الأخلاقي والروحي من قبيل : الضرب على الرأس والوجه، عض الأنامل، الصراخ والعويل، سوء الأخلاق والجفاف في التعامل مع الآخرين، سوء المعاملة مع الزوجة والأطفال وكذلك الشكوى وعندها يدرك هذا الطبيب وجود مرض الجزع في مثل هذا الشخص وبالتالي يقوم بعلاجه بطرق مختلفة. 2 ـ التفكير بالعواقب السلبية للجزع وقلّة الصبر إن تفكير المريض بعواقب الجزع الوخيمة والآثار السلبية لقلّة الصبر له دورٌ مهم في علاج هذا المرض الروحي، وقلما يسمع الإنسان بعواقب هذا المرض الوخيم ولا ينزجر لهذه الحالة ويتصدّى لرفعها من نفسه وإزالتها من أخلاقه. 1. سفينة البحار، مادّة صبر.