[ 427 ] اكتشافات واختراعات مهمّة، أنّهم كانوا يعيشون قبل كلّ شيء حالة الصبر والاستقامة والمثابرة في أعمالهم ودراساتهم، فأحياناً يضطر أحد العلماء للكشف عن قانون علمي إلى اختيار العزلة والانزواء في المكتبة أو المختبر لعدّة سنوات حتّى يوفق أخيراً إلى هدفه واكتشافه. وقد ورد عن الإمام أميرالمؤمنين (عليه السلام) قوله "مَنْ رَكِبَ مَراكِبَ الصَّبْرِ اهْتُدِىَ اِلَى مَيْدَانِ النَّصْرِ"(1). وكذلك ورد عن هذا الإمام قوله "مِفْتَاحُ الظَّفَرِ لُزُومِ الصَّبْرِ"(2). ومن جهة اُخرى نجد أنّ الأشخاص الّذين يشكون ضعف العزم وقلّة الصبر والاستقامة فإنّهم يتلوثون بسرعة بأنواع الذنوب، لأنّ الذنوب لها جاذبية قوية للنفس الأمارة في الإنسان، فلو لم تكن في الإنسان قدرة على مقاومتها لأسرع الإنسان الخطى في منزلقات الانحطاط والرذيلة. وورد في الحديث الشريف عن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله "كَمْ مِنْ صَبْرِ سَاعَة قَدْ اَوْرَثَتْ فَرَحَاً طَويلاً وَكَمْ مِنْ لَذَّةِ سَاعَة قَدْ اَوْرَثَتْ حُزْناً طَويلاً"(3). ومن الممكن أن يبتلي الإنسان في مسيرة حياته بأنواع الضرر والخسارة المادية والمعنوية والاجتماعية، مثلاً بالنسبة إلى موت الأحبّة يجب القول : إن هؤلاء الأحبّة من الأصدقاء والاقرباء لم يتولدوا في وقت واحد وسوف لا يرحلون من هذه الدنيا في وقت واحد أيضاً، فهناك من يرحل قبل الآخر وهناك من يتأخر، والأشخاص الّذين يرحلون من هذه الدنيا أسرع سوف يخلفون في قلوب أحبتهم حالات الغم والحزن على فراقهم، فلو أنّ الإنسان لم يتحل بالصبر فسوف يفقد سلامته النفسية وصحّته الجسمية ويعيش اليأس في الحياة ويتأخر عن القافلة. 1. كنز الفوائد، ص 58. 2. غرر الحكم، ح 9809. 3. بحار الأنوار، ج 68، ص 19، ح 45.