فالأقسام الثلاثة الأول ظاهرة وقد اشتملت عليها أول سورة البقرة .
وأما القسم الرابع ففي قوله تعالى فلولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطؤهم فهؤلاء كانوا يكتمون إيمانهم في قومهم ولا يتمكنون من إظهاره .
ثم ذكر C من هؤلاء مؤمن آل فرعون الذي كان يكتم إيمانه والنجاشي الذي صلى عليه النبي .
والمقصود أن هؤلاء الأتباع المقلدين للجهمية إما أن يكونوا زنادقة مقلدين لزنادقة مستبصرين وإما أن يكونوا من القسم الثالث من النوع الذين يردون كثيرا من نصوص الوحي إذا وردت عليهم مخالفة لما تلقوه عن أسلافهم وذوي مذهبهم ومن يحسنون به الظن ويزعمون أن أدلة الكتاب والسنة لا يستفاد منها الهدى والعلم وأنها أدلة لفظية لا تفيد شيئا من اليقين ويسمونها الظواهر النقلية وما خالفها القواطع العقلية كما هو معروف مشهور عن أتباع هؤلاء الجهمية المقلدين لهم فهم لا يخرجون عن هذين القسمين كما تقدم بيانه آنفا فإذا تبين لك أن هؤلاء الجهمية زنادقة مستبصرين وأن أتباعهم المقلدين لهم إما أن يكونوا زنادقة مقلدين