وما كان ذا علم ولا كان فاضلا ... لدي بما أبدى وليست شمائله .
بمحمودة في الدين عند ذوي النهى ... ولكن مع الجهال تزفوا جحافله .
فهذا الذي يقضي به العقل مسلكا ... وهذا الذي نختار فيمن نناضله .
وما كنت أهوى أن أرى متصدرا ... لأمدح أو للقيل ما أنا فاعله .
ولكنني أرجو به الفوز والرضى ... وأرجو به الزلفى لدى من أسائله .
وأطلبه غفران ذنبي وستره ... لعيبي وإعطاء لما أنا آمله .
لنصرة أهل الحق من كل قائم ... بذلك لا آلو وإني لباذله .
فهذا الذي أختاره متمسكا ... ويقضيه عقلي مسلكا وأحاوله .
ومن كان لا يهوى انتصار ذوي الهدى ... وخذلان أهل الشر فالله خاذله .
وقولك يا أعمى البصيرة بالهوى ... وبالبغي والعدوان ما أنت قائله .
ومن كان سوء الظن يوما قرينه ... وحققه فالله لا شك خاذله .
أقول نعم لو كنت تعلم ما له ... تقول وتدري خزي ما أنت فاعله .
لما كنت في حزب الضلال وجنده ... تنافح عنهم بالهجا من تجادله .
فإن كنت سكرانا من الجهل والهوى ... ولم تدر عما قاله من تخالله .
وفي غمرة ساه ولاه وغفلة ... وتحسب أن الحق ما أنت واهله .
فسل عن مقالات الشبيبي يوسف ... وعن قولك المردى الذي أنت قائله .
أباك ومن يهوى هداك ومنهموا ... بنو عمك الأشياخ عما تحاوله .
وتحسبه حقا وتنصر أهله ... وترمي بسوء الظن من لا يعامله .
وينكره ممن على منهج الهدى ... يسير ولا يرضى بما أنت فاعله