عن مجالستهم ولا يسلمون عليهم هذا كلام أهل العلم قد ذكرته في كشف الشبهتين فإن كان هذا ليس من الأحكام التي ذكرها أهل العلم فبينوا لنا هذه الأحكام والحق ضالة المؤمن .
فإن كانت الأحكام التي لا ينبغي لي أن أتكلم فيها أن هؤلاء الملاحدة أعداء الله ورسوله المعطلين للصانع عن عرشه وعلوه على خلقه الجاحدين لأسمائه وصفات كماله ونعوت جلاله قد اختلف العلماء في تكفيرهم وإذا اختلف العلماء فيهم كان الواجب السكوت عن بيان كفرهم وضلالهم وأنهم زنادقة وعن بيان إلحادهم وتكفيرهم وتكفير من لا يكفرهم أو شك في كفرهم لأنهم عند من لا يكفرهم ممن لا يؤبه لقوله مسلمون ومن كفر مسلما فقد كفر ولأنه يلزم من تكفيرهم أو تكفير من لم يكفرهم أو شك في كفرهم تكفير طوائف من العلماء لا يحصى عددهم أو تكفير من سكت عن تكفيرهم من عوام المسلمين وكذلك عباد القبور لأنه ربما لم تبلغهم الدعوة ولم تقم عليهم الحجة لأنهم جهال مقلدون وأن مكة المشرفة قبل الفتح ليست دار كفر ولا حرب على التعميم لأن الله قسم أهلها ثلاثة أقسام فكذلك كل بلد فيها مسلمون حكمها كذلك