المقلدين الذين تمكنوا من العلم ومعرفة الحق بالأسباب المتيسرة ولكن أعرضوا عنه وأحسنوا الظن بمن قلدوه وأخلدوا إلى أرض الجهالة فهؤلاء قد ذكر ابن القيم في الكافية الشافية أن لأهل العلم فيهم قولين وتوقف عن وصفهم بالكفر وعن وصفهم بالإيمان وجزم في الطبقات أنه لا عذر لهم عند الله ولم يستثن إلا العاجز فقال C .
نعم لابد في هذا المقام من تفصيل به يزول الإشكال وهو الفرق بين المقلد تمكن من العلم ومعرفة الحق فأعرض عنه ومقلد لم يتمكن من ذلك والقسمان واقعان في الوجود .
فالمتمكن المعرض تارك للواجب عليه لا عذر له عند الله وأما العاجز عن السؤال والعلم الذي لا يتمكن من العلم بوجه فهم قسمان .
أحدهما مريد للهدى مؤثر له محب له غير قادر عليه ولا على طلبه لعدم مرشد فهذا حكمه حكم أرباب الفترات ومن لم تبلغه الدعوة .
والثاني معرض لا إرادة له ولا يحدث نفسه بغير ما هو عليه .
فالأول يقول يا رب لو أعلم لكل دينا خيرا مما أنا عليه لدنت