مثل الصرف والعطف فلا يكفر حتى يعرف وأما أصول الدين التي وضحها الله وأحكمها في كتابه فإن حجة الله هي القرآن فمن بلغه القرآن فقد بلغته الحجة ولكن أصل الإشكال أنكم لم تفرقوا بين قيام الحجة وفهم الحجة فإن الكفار والمنافقين لم يفهموا حجة الله مع قيامها عليهم إلى آخر كلامه C .
وإنما يقال مثل هذا في المسائل النظرية الاجتهادية الخفية التي قد يخفى دليلها على بعض الناس وأما ما يعلم بالضرورة من دين الإسلام كعبادة الله وحده لا شريك له وترك عبادة من سواه ومعرفة علو الله على خلقه واستوائه على عرشه وإثبات أسمائه وصفات كماله ونعوت جلاله فإن هذا قد وضحه الله في كتابه وعلى لسان رسوله فلا عذر لأحد في الجهل بذلك وقد فطر الله على ذلك جميع المخلوقات حتى البهائم .
قال الشيخ عبد الله ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب في جواب سؤال ورد عليه فاعلم ألهمك الله للصواب وأزال عنك ظلم الشك والارتياب أن الذي عليه المحققون من العلماء أن أهل البدع كالخوارج والمرجئة والقدرية ونحوهم لا يكفرون وذلك أن الكفر لا يكون إلا بإنكار ما علم من الدين بالضرورة وأما الجهمية