أستودعك الله يا هرم بن حيان والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ثم قال لا أراك بعد اليوم رحمك الله فإني أكره الشهرة والوحدة أحب إلي لأني شديد الغم كثير الهم ما دمت مع هؤلاء الناس حيا في الدنيا ولا تسأل عني ولا تطلبني واعلم أنك مني على بال وإن لم ترن فاذكرني وادع لي فإني سأذكرك وأدعو لك إن شاء الله انطلق ههنا حتى آخذ ههنا .
قال فحرصت عليه أن أمشي معه ساعة فأبى علي ففارقته يبكي وأبكي قال فجعلت أنظر في قفاه حتى دخل في بعض السكك فكم طلبته بعد ذلك وسألت عنه فما وجدت أحدا يخبرني عنه بشيء فC وما أتت علي جمعة إلا وأنا أراه في منامي مرة أو مرتين أو كما قال .
سياق ما روي عن الصحابة في إكرام الله D إياهم وظهور الآيات منهم فمنها ما نقل عن أبي بكر الصديق Bه .
62 - أخبرنا أحمد بن إبراهيم العبقسي أنا محمد بن إبراهيم بن عبد الله ثنا سعيد ابن عبد الرحمن قال ثنا سفيان عن الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة .
أن أباها نحلها جذاذ عشرين وسقا من ماله فلما حضرته الوفاة جلس فتشهد وحمد الله تعالى وأثنى عليه .
وقال أما بعد يا بنية فإن أحب الناس إلي غنى بعدي لأنت وإن أعز الناس علي فقرا بعدي أنت وإني كنت نحلتك جذاذ عشرين وسقا من مالي فوددت أنك كنت جذذتيه وحزتيه وإنما هو مال الوارث وإنما هما أخواك وأختاك