شخص أكل لحم إبل وهذا الإمام يرى أنه لا ينقض الوضوء والمأموم يرى أنه ينقض الوضوء فيرى أن الصلاة خلف ذلك الإمام صحيحة وإن كان هو لو صلاها بنفسه لرأى أن صلاته غير صحيحة كل هذا لأنهم يرون أن الخلاف الناشيء عن اجتهاد فيما يسوغ فيه الإجتهاد ليس في الحقيقة بخلاف لأن كل واحد من المختلفين قد تبع ما يجب عليه اتباعه من الدليل الذي لا يجوز له العدول عنه فهم يرون أن أخاهم إذا خالفهم في عمل ما اتباعا للدليل هو في الحقيقة قد وافقهم لأنهم هم يدعون إلى اتباع الدليل أينما كان فإذا خالفهم موافقة لدليل عنده فهو في الحقيقة قد وافقهم لأنه يمشي على ما يدعون إليه ويهدون إليه من تحكيم كتاب الله وسنة رسول الله A ولا يخفى على كثير من أهل العلم ما حصل من الخلاف بين الصحابة في مثل هذه الأمور حتى في عهد النبي صلى اللهعليه وسلم ولم يعنف أحدا منهم فإنه E لما رجع من غزوة الأحزاب وجاء جبريل وأشار إليه أن يخرج إلى بني قريظة الذين نقضوا العهد فندب النبي