ومن تابعهم فهو لازم عليهم أيضا فإنهم قضوا بأن الترجيح في الوجود وغيره إنما يستند الى ذات واجب الوجود وإن ما وجب به لا يتأخر وجوده عن وجوده بل هو ملازم له في الوجود كملازمة حركة الخاتم لحركة اليد كما سيأتي تفصيل مذهبهم .
وعند ذلك فنقول ملازمة ما وجد به ووجب عنه إما أن تكون وعدمها سيان أو أن الملازمة أولى فإن كانت الملازمة وعدمها سيان فالقول بوجوب اللزوم في الوجود متناقض وإن كانت الملازمة هي الأولى فلا محالة أن ما هو الأولى في لزومه له أنه يستفيد بملازمته كمالا وبعدمه نقصانا فإذا ما هو اعتذارهم في الذات هو اعتذارنا في الإرادة ولا محيص عنه .
وما يلزمهم أيضا في ذلك أن تكون الأنفس الفلكية المخصصة للحركات الدورية كما عرف من مذهبهم متوقفة في حصول كمالها على معلولها لكونها مخصصة له بالإرادة وفي ذلك توقف كمال الأشرف على المشروف ولا خلاص لهم منه .
وأما ما ذكروه من الوجه الثاني في قولهم لو كانت صفة نفسية قديمة لما تعلقت ببعض المتعلقات دون البعض كما في العلم فمع أنهم قد نقضوا ما أبرموه وحلوا ما عقدوه بالقدرة فإنهم قالوا إنها صفة قديمة نفسية ولا تعلق لها بأفعال العباد فهو صحيح