الإضافات وذلك ليس محالا نعم لو عبر عنه بالنهى من جهة ما عبر عنه بالأمر ومن جهة ما عبر عنه بالخبر أو بالعكس كان ذلك متناقضا .
ومن حقق ما مهدناه زال عنه الخيال واندفع عنه الإشكال كيف وأن ما ذكروه من أقسام الكلام وهى الخبر والاستخبار والأمر والنهى والوعد والوعيد أمكن أن ترد إلى قسمين وهما الطلب والخبر فإن الوعيد والوعد داخلان في الخبر لكن تعلق بأحدهما ثواب فسمى وعدا وتعلق بالآخر عقاب فسمى وعيدا وأما الأمر والنهى فداخلان تحت الطلب والاقتضاء لكن إن تعلق بالفعل سمى امرا وإن تعلق بالترك سمى نهيا وأما الاستخبار على الحقيقة فغير متصور في حق الله تعالى بل حاصله يرجع إلى التقرير وهو نوع من الإخبار وذلك كما في قوله تعالى ألست بربكم قالوا بلى وكما أمكن رد هذه الأقسام إلى قسمين أمكن ردها إلى قسم واحد في حق الله تعالى حتى يكون على ما ذكرناه بأن يكون معنى واحدا وقضية متحدة إن تعلق بما حكم بفعله أو تركه سمى طلبا وإن تعلق بغيره سمى خبرا .
فإذا المتعلقات متعددة والمتعلق في نفسه واحدا لا تعدد فيه وهذا كله إنما هو في متصور البقاء والديمومة كما في كلام الله تعإلى وإلا فالكلام في الشاهد إعنى كلام اللسان والنطق النفسانى ليس كذلك إذ هو من قبيل الأعراض المتجددة والأغراض المتغيرة وذلك مما ينافى القول باتحاده ونفى أعداده .
فإن قيل إذا قلتم بأن الكلام في نفسه قضية واحدة وأن اختلاف التعبيرات عنه إنما هو بسبب المتعلقات الخارجة فلم لا جوزتم أن تكون الإرادة والعلم والقدرة