@ 399 @ | | قوله تعالى : ! 2 < وإن لنا للآخرة والأولى > 2 ! [ الآية : 13 ] . | | قال بعضهم : العاقل من ينظر إلى الآخرة فيشاهدها مشاهدة اليقين ، وينظر إلى | الدنيا فيشاهدها مشاهدة الاعتبار . | | وقال بعضهم : من طلب الآخرة والدنيا من غير مالكهما فقد اخطأ الطريق . | | قوله تعالى : ! 2 < وسيجنبها الأتقى > 2 ! [ الآية : 17 ] . | | قال ابن عطاء رحمه الله : الزهاد في الدنيا هم المتقون والاتقى من تركها جملة | واعرض عنها بالكلية . كالصديق رضي الله عنه فإن الكل اعطوا واتقوا ، والصديق رضي | الله عنه أعطى الفانية جملة ، وأبقى لنفسه الباقي الذي لم يزل ولا يزال ألا ترى لما قال | له النبي صلى الله عليه وسلم : ' ماذا ابقيت لنفسك قال : الله ورسوله ' . | | قوله تعالى : ! 2 < ولسوف يرضى > 2 ! [ الآية : 21 ] . | | قال الجنيد رحمه الله : تصل إليه إنوار الرضا ، ويتحقق له مقامه برضانا عنه ، فإنه لا | يصل إلى مقام الرضا عن الله أحد إلا برضى الله عنه . | | وقال الواسطي رحمه الله : ولسوف يرضى بنا عوضا عما انفق ، فما خسرت تجارته | من كنت له عوضا عن تجارته . | | وقال بعضهم : ولسوف يعطى حتى يرضى جزاء لعمله فإن رضا الحق ، ومشاهدته | محل الفضل لا محل الثواب .