@ 386 @ | قال ابن عطاء : هو الذي يشهد بأحواله على أحواله لما كان تولاها في ازليته قبل أن | خلقها ويسرها بتقديره حتى اخرجها إلى الكون بتدبيره كذلك في صفاتها وأحوالها في | العرصة والقيامة فيسوقها إلى محشرها كما ساقها في الأزل والأبد دون غيره فانطق من | شاء في تيسيره في الدارين وأخرس من شاء عما شاء بتدبيره فما مضى في الأزل اجرى | في الأبد ، وما اجرى في الأبد هو ما امضى في الأزل عباده والحقيقة لا يقارنها شيء | ولا يثبت فإزائها شيء . | | وقال الحسين في قوله : ! 2 < وشاهد ومشهود > 2 ! قال : الشاهد العبد ، والمشهود عليه | أفعاله . | | وقيل : الشاهد : أفعال العبد ، والمشهود عليه : العبد . | | وقيل في قوله : ! 2 < وشاهد ومشهود > 2 ! أن الخلق مشهودون لما شهدهم به قبل خلقهم . | | قوله تعالى : ! 2 < إنه هو يبدئ ويعيد > 2 ! [ الآية : 13 ] . | | قال ابن عطاء : يبدئ بإظهار القدرة فيوجد المعدوم ثم يعيده بإظهار الهيبة فيفقد | الموجود . | | وقال جعفر : يبدئ فيغنى عمن سواه ثم يعيد فيبقى ببقائه . | | وقال الواسطي رحمه الله : قيل إن ذلك في أصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم انه يبدي عليهم آثار | سخطه ويعيدهم إلى آثار رحمته . | | وقال أيضا : يبدي على أوليائه صفات أعدائه ثم يعيدهم إلى صفات حقائقهم . | | سمعت منصور بن عبد الله يقول : سمعت أبا القاسم البزاز يقول : قال ابن عطاء : | يبدئ بالكشف لقلوب الأولياء فيمحو كل خاطر سواه ، وتخشع له القلوب فلا تخضع | إلا له . | | قوله تعالى : ! 2 < وهو الغفور الودود > 2 ! [ الآية : 14 ] . | | قال الواسطي رحمه الله : الغفور لما يرتكبه من أنواع المخالفات ، والودود لما ابدى | عليهم من آثار فضله . | | وقال أيضا : الغفور لما ابدى عليهم ، والودود بهم بردهم إلى طبائعهم ، والحكمة في | ذلك حفظ مواضع الفضل . |