@ 303 @ | | قال الجنيد : قرب الحق إلى قلوب العبيد على حسب ما يرى من قرب قلوب عبيده | منه فانظر ماذا يقرب من قلبك . | | وقال بعضهم : إن لله عبادا قربهم منه بما هو قريب منهم فكانوا قريبين منه بما هو | قريب إليهم . | | وقال أبو الحسين الثوري : قرب القرب في معنى ما يشيرون إليه بعد البعد . | | وقال أبو يعقوب السوسي : ما دام العبد في القرب لم يكن قربا حتى يغيب عن | القرب بالقرب فإذا ذهب عن رؤية القرب بالقرب فذاك قرب . | | قوله تعالى : ! 2 < فأما إن كان من المقربين فروح وريحان > 2 ! [ الآية : 88 ] . | | سمعت السلامي يقول : الروح لقلوبهم والريحان لنفوسهم والجنة لأبدانهم . | | وقال بعضهم : روح في الدنيا وراحة في القبر وجنة نعيم في الآخرة . | | وقال بعضهم : ترويح الأرواح في المشاهدة واستراحة النفوس إلى آداب الأوامر | وجنة نعيم مستقر يستقرون فيه عند المجاورة . | | وقال ذو النون : مقامات المقربين عشرة سلامة الصدر واعتقاد الرضا والتوكل على | الله والرفق بعباده والرحمة للضعفاء وإصلاح ذات البين والفرح بصلاح الأمة والغنم | بفسادها واعتقاد حسن الظن بالله . | | وقال بعضهم : الذين قربهم في الأزل الروح لهم عند الموت والريحان في الجنة عند | اللقاء وهو استرواح الأسرار إلى المشاهدة والتنعم في الجنة بالمجاورة . | | وقال ابن عطاء : الروح النظر إلى وجه الحنان والريحان الاستماع لكلامه وجنة | النعيم هو أن لا يحجب العبد فيها عن مولاه إذا تصدر نازلة وللمقربين ذلك في الدنيا | روحهم المشاهدة وريحانهم سرور الخدمة وجنة نعيم الستر وبالذكر . | | وقال بعضهم : الروح النظر والريحان السماع . | | قوله تعالى : ! 2 < وأما إن كان من أصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين > 2 ! | [ الآية : 90 ، 91 ] . | | قال سهل : أصحاب اليمين هم الموحدون أي العاقبة لهم بالسلامة لأنهم امناء الله قد | أدوا الأمانة يعني أمره ونهيه والتابعين بإحسان لم يحدثوا شيئا من المعاصي والزلات قد |