@ 291 @ | | قال الواسطي رحمة الله عليه : يسر القرآن لمن ذكره وعلم روحه قلبه فهل من مدكر | أي هل من ذاكر لما جرى منه إليه . | | قوله تعالى : ^ ( إنا كل شيء خلقناه بقدر ) ^ [ الآية : 49 ] . | | قال القاسم : دخل في هذا المعنى نفوس الخلق واعمالهم وآثارهم وخطرت قلوبهم | وأنفاسهم في اوقاتهم وأخلاقهم المحمودة والمذمومة وآجالهم ومعايشهم إظهارا لما سبق | فيهم من العلم وإيجاد القدرة انه ضبط كل شيء بتقديره لا انفكاك لأحد من ذلك | تقديرا من العزيز العليم وقهر جميع الأشياء بإجراء إرادته عليهم وتيسيرهم على ما قدر | عليهم ولهم . | | سمعت نصر بن محمد الصيدلاني يقول : سمعت محمد بن أبي العباس الحافظ | يقول : سمعت محمد بن علي بن أبي خالد يقول : سمعت يوسف بن الحسين وقد سئل | عن شيء من القدر فقال : من اصولنا أن القضاء امضى بنا من عزمنا . | | قوله تعالى : ^ ( وكل شيء فعلوه في الزبر ) ^ [ الآية : 52 ] . | | قال بعض السلف : من عد كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه . | | وقوله تعالى : ! 2 < في مقعد صدق عند مليك مقتدر > 2 ! [ الآية : 55 ] . | | قال جعفر : مدح المكان بالصدق فلا يقعد فيه إلا أهل الصدق وهو المقعد الذي | يصدق الله فيه مواعيد أوليائه أن يبيح لهم النظر إلى وجهه الكريم . | | قال الواسطي رحمة الله عليه : ليس محل من اشتغل بنفسه وتلذذ بمطعمه ومشربه | كمن كان شغله بالحق والقيام بأوامره ونظره إلى ربه في مقعد صدق عند مليك مقتدر . | | وقال : من طلب الأعواض هتكته الأطماع ومن ذهب فيما لا خطر له عقل عما فيه | الأخطار ومن عوقب بزينة الدنيا حجب عن مطالعة الآخرة ومن شغلته الجنة ونعيمها | فقد حجب عن رؤيته في وقت دون وقت وأهل الصفوة والمتحققون في أنوار المعارف لا | تحجبهم الجنة ولا النعيم ولا شيء منه أولئك في مقعد صدق عند مليك مقتدر . | * * * |