@ 236 @ | وهو الباقي مع البقاء ألا ترى كيف خصهم بالإيمان على شرط التسليم . | | قوله تعالى : ^ ( وفيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين ) ^ [ الآية : 71 ] . | | قال جعفر : شتان بين ما تشتهي وبين ما تلذ الأعين لأن جميع ما في الجنة من | النعيم والشهوات واللذات في جنب ما تلذ الأعين كأصبع غمست في البحر لأن شهوات | الجنة لها حد ونهاية لأنها مخلوقة ولا تلذ الأعين في الدار الباقية إلا بالنظر إلى الباقي | تعالى ولا حد لذلك ولا صفة ولا نهاية . | | قال الواسطي رحمة الله عليه : هذا الذي ذكر ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين ثوابا | لأوليائه لم يقدر أحد أن يصفه كيف يقدر أحد على وصف المثبت . | | سمعت النصرآباذي يقول : وانتم فيها خالدون على شهوة النفوس أو لذة الأعين أن | كان خلودكم لهذين فالفناء خير من ذلك الخلود إن كان خلودكم لثناء اوصافكم | واتصافكم لصفة الحق ومقامكم فيها على سرور الرضا وانس المشاهدة فأنتم إذن انتم . | | وقال سهل : فيها ما تشتهي الأنفس من ثواب الأعمال وتلذ الأعين بما فضل الله به | من التمكين في وقت اللقاء . | | قوله تعالى : ! 2 < وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون > 2 ! [ الآية : 72 ] . | | قال ابن عطاء : الجنة ميراث الأعمال لأنها مخلوقة فوارث المثل مثله والكتاب ميراث | اصفيائه فإنهما صفتان من صفات الحق قال الله تعالى : ! 2 < ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا > 2 ! . | | قال تعالى : ! 2 < أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم > 2 ! [ الآية : 80 ] . | | قال يحيى بن معاذ : من ستر للناس ذنوبه وابداها للذي لا يخفى عليه شيء في | السموات والأرض فقد جعل ربه اهون الناظرين إليه وهو من علامات النفاق ، قال الله | تعالى : ! 2 < أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم > 2 ! ما يسرون من الذنوب ! 2 < ونجواهم > 2 ! ما يخفون | من المعاصي بلى والكرام الكاتبون شاهد على ظواهرهم وأنا شاهد على بواطنهم ، قال | الله تعالى : ! 2 < ورسلنا لديهم يكتبون > 2 ! [ الآية : 80 ] . | | قال ابن عطاء : اعذرهم في جهلهم بحقك واتركهم لحرماتك وسلم عليهم ليسلموا | من توابع البلاء عليهم . |