@ 173 @ | المشهد وسئل بعض المشايخ عن قول النبي صلى الله عليه وسلم ' اكثر أهل الجنة البله ' . قال : لأنهم | في شغل فاكهون شغلهم النعيم عن المنعم . | | وسئل بعضهم أيضا عن ذلك فقال : من رضى من الله بالجنة فهو أبله . | | قال القاسم في قوله : ! 2 < إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون > 2 ! قال : أهل الجنة | في درجاتهم على تفاوت ظاهر ومعان مختلفة فمنهم من هو مربوط بشهوة بطنه وفرجه | ومنهم من هو مربوط برؤية الصفات والنعوت ومنهم من ظهر له من فضل الحق ومننه | فهو يقول : الحمد لله الذي أحلنا دار المقامة من فضله ومنهم من هو مربوط بحقيقة | حقه مغيب عن ظاهره وحكمه مستتر فيما لم يزل مستترا فيه من تقديره وتصريفه | واختياره ومنهم من هو في مقعد صدق عند مليك مقتدر . | | قال الحسين : إن الحق قطع أهل الجنة بتجليه عن الالتذاذ بالجنة لأنه أفناهم بتجليه | عنها لئلا تدوم بهم اللذة فيقع بهم الملك فرجوعهم إلى إياهم بعد تجلي الحق لهم يوفر | اللذة عليهم والخلق لا يلتذ به . | | قوله تعالى : ! 2 < لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون > 2 ! [ الآية : 57 ] . | | قال ابن عطاء : مكر بالخلق في كل موضع وخدعهم عنه بكل شيء حتى في الجنة | يقول : لهم فيها فاكهة ولو علت هممهم لما اعاروا ابصارهم الجنة وما فيها بل خرجوا | منها طالبين محل الرضا ومشاهدة الحق كمن علا همته وهو السفير الأعلى حين أخبر | عنه فقال : ^ ( ما زاع البصر وما طغى ) ^ . | | قوله عز وعلا : ! 2 < سلام قولا من رب رحيم > 2 ! [ الآية : 58 ] . | | قال ابن عطاء : السلام جليل الخطر وعظيم المحل واجله خطرا ما كان في المشاهدة | والمكافحة من الحق حين يقول : ! 2 < سلام قولا من رب رحيم > 2 ! . | | قوله عز وعلا : ! 2 < وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم > 2 ! [ الآية : 61 ] . | | قال الثوري : الانفاس ثلاثة : نفس في العبودية ونفس بالربوبية ونفس بالرب . | | وقال أبو سعيد الخراز : نفوس الأولياء في دار الدنيا على مقام العبودية ونفوس عامة | المؤمنين على مقام الجزاء ونفوس الاشداء على مقام الحرية واهل الحقيقة عبيد في الدنيا |