@ 168 @ | المجاهدات فتكون أوقاته كلها مستوفاة لا يكون لنفسه نفس في مراده ويقتصد في طلب | الدنيا وما يبعده عن ربه ويقطعه عنه ويسبق السابقين في البدار إلى ميادين الرضا ومعادن | الحقيقة لذلك . | | قال السيد الماضي : السباق السباق قولا وفعلا حذر النفس حسرة المسبوق . | | قال بعضهم : الظالم الطالب للدنيا متمتعا بها ، والمقتصد الطالب لها متزودا منها ، | والسابق التارك لها والمعرض عنها . | | قال بعضهم : الظالم الذي يعبده خوفا من النار والمقتصد الذي يعبده طمعا في الجنة | والسابق الذي يعبده له لا لسبب . | | قال بعضهم : الظالم الزاهد والمقتصد العارف والسابق المحب المشتاق . | | قال بعضهم : الظالم الواعظ بلسانه والمقتصد الواعظ بعمله والسابق الواعظ بسره . | | قال بعضهم : الظالم المظهر لفقره والمقتصد المسر لفقره والسابق المستغني بفقره . | | قال بعضهم : الظالم الذي يجزع عند البلاء والمقتصد الذي يصبر على البلاء والسابق | الذي يتلذذ بالبلاء . | | قال بعضهم : الظالم من غلبت نفسه قلبه والمقتصد من غلب قلبه نفسه والسابق من | كان قلبه ونفسه في حراسة الحق . | قال بعضهم : الظالم في الطلب والمقتصد في الهرب والسابق متمكن . | | قال بعضهم : الظالم طلب وهو يرجو أن يجد والمقتصد طلب ووجد البعض ويرجو | الإتمام والسابق مطلوب . | | قال بعضهم : الزبير قاصد والمقتصد وارد والسابق مامكن فالقاصد شغله في قصده | والوارد شغله فيما ورد عليه منه وفيما ورد عليه والمتمكن نسى منزله لما عاين من حسن | قيام الله به وله ، وهؤلاء ثلاثة : قوم غابوا عن وصفهم وحظهم والأوقات وقوم جازوا | درجة النعوت والصفات وقوم اشتملت عليهم أنوار الذات فهم في انواره يتقلبون وعن | حكمه ينطقون . | | قال بعضهم : الظالم النفس لأنها لا تألف الحق أبدا والمقتصد القلب لأنه ساعة | وساعة والسابق الروح لأنها لا تغيب عن المشاهدة . |