@ 162 @ | إلا وتحتها تهنئة ولا تهنئة إلا وتحتها تعزية فلما قال : ! 2 < فمنهم ظالم لنفسه > 2 ! كان ذلك | تهنئة له وتعزية للظالم ، ثم ذكر السابق بالخيرات وفي ذلك تهنئة له وتعزية للمقتصد لأن | الله يقول : ! 2 < والسابقون السابقون أولئك المقربون > 2 ! والظالم لنفسه افتقر إلى حال | المقتصد والمقتصد لم يفتقر إلى حال الظالم لنفسه والمقتصد أفتقر إلى حال السابق | والسابق لم يفتقر إلى حال المقتصد لأن من نال أعلى المراتب فقد جاز ما دونه والمقتصد | قد جاز مرتبة الظالم لنفسه ونال ما هو أعلى منه والسابق قد جاز مرتبة المقتصد ونال | أعلى منها فلا يفتقر إلى ما هو دونها . | | قال بعضهم : الظالم هو طالب الدنيا ، والمقتصد طالب العقبى ، والصادق طالب | المولى . | | قال الحسين : الظالم الباقي مع حاله والمقتصد الفاني في حاله والسابق المستغرق في | فناء حاله . | | قال بعضهم : الظالم محجوب بالغفلة والمقتصد واقف في طلب الثواب والسابق فإن | في رؤية الصفات . | | قال النصرآباذي في قوله : ! 2 < ثم أورثنا الكتاب > 2 ! قال : لا ميراث إلا عن نسبة صحح | النسبة ثم ادعى الميراث . | | وقال أيضا : ميراث الكتاب الذين فهموا عن الله كتابه وكل فهم على قدره والظالم | فهم منه محل المعرفة والثواب والعقاب والمقتصد فهم محل الجزاء والإعراض والجنان | والسابق استرقه التلذذ بالخطاب عن أن يرجع منه إلى شيء سواه . | | قال بعضهم : الظالم نظر من النعمة إلى المنعم والمقتصد نظر من المنعم إلى النعمة ، | والسابق نظر من المنعم إلى المنعم لم يكن منه فضلا أن يلاحظ شيئا سواه أو يشهد | غيره . | | قال أبو يزيد - رحمة الله عليه - : في قوله ! 2 < ثم أورثنا الكتاب > 2 ! الآية . قال الظالم | مضروب بسوط مقتول بسيف الحرص مضطجع على باب الرجاء والمقتصد مضروب | بسوط الحسوة مقتول بسيف الندامة مضطجع على باب الكرامة والسابق مضروب بسوط | المحبة مقتول بسيف الشوق مضطجع على باب الهيبة . |