@ 125 @ | | قال أبو علي الجوزجاني : دعا الله عباده إلى الإخلاص من كل وجه واخبر أن من | كان في ظاهره وباطنه شيء غير الحق لم يكن مخلصا . | | قوله تعالى : ! 2 < فأقم وجهك للدين حنيفا > 2 ! . أي معرضا عن الكل مقبلا عليه حنيفا : | أي مطهراً من الأكوان وما فيها . | | قوله تعالى : ^ ( فطرت الله التي فطر الناس عليها ) ^ [ الآية : 30 ] . | | قال ابن عطاء رحمة الله عليه : الفطرة ما فطرهم عليه وثبتها في اللوح المحفوظ . | | وقال خلقه الله التي خلق الناس عليها ، وما جلاهم به في الأزل من السعادة والشقاوة | فلا يبدل عنده القول فيهم ولا يغير ! 2 < ذلك الدين القيم > 2 ! قال الطريق الواضح لأهل | الحقائق فمن نظر إلى سابق القضاء علم أن أفعاله لا تؤثر فيه شيئا ، ومن نظر إلى نفسه | وأحواله وأفعاله فهو رهين فعله واسير نفسه . | | قال الجنيد رحمة الله عليه : خلق للإنسان عقولا وركب عليه الرأس وجعله تاج | الجسم وجعل فيه أربعة سمعه وبصره ولسانه وفمه فإذا سكت الإنسان عن فضول | الكلام وتلا بلسانه القرآن كان شاكرا بنعم الفم وإذا غض الإنسان بصره عن فضول | النظر كان شاكرا لنعمة العين كذلك في جميع الأعضاء . | | قوله تعالى : ! 2 < منيبين إليه واتقوه > 2 ! [ الآية : 31 ] . | | قال ابن عطاء رحمة الله عليه : راجعين إليه من الكل خصوصا من ظلمات النفوس | مقيمين معه على حد ذات العبودية لا يفارقون عرصته بحال ولا يرجون غيره ولا | يخافون سواه هو اجر المنيبين إن شاء الله . | | وقال بعضهم : الإنابة الرجوع منه إليه لا من شيء غيره فمن رجع من غيره إليه ضيع | إحدى طرفي إنابته على الحقيقة من لم يكن له رجع سواه فرجع إليه من رجوعه ثم | رجع من رجوع رجوعه ثم فنى من رجوعه فبقى شبحا لا وصف له قائما بين يدي الحق | مستغفرا في عين الجمع قطع عنه سبل الفرقة والإخبار عن الأكوان وهذا ممن وصفه أبو | سعيد الخراز في مقام الصمدية . | | قوله تعالى : ! 2 < وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله > 2 ! [ الآية : 39 ] . | | وقع التضعيف لإرادة وجه الله به لا لإيتاء الزكاة والزكاة زكاة البدن في تطهيره من | المعاصي وزكاة ماله في تطهيره من الشبهات . |