@ 59 @ | من السنة خلقهم في غامض علمه لا يعلمه إلا هو قدرهم تقديرا واحصى كل شيء | علما . | | قوله تعالى : ! 2 < ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا > 2 ! [ الآية : 3 ] . | | سمعت جعفر المراعى يقول : كتبه منصور الفقيه إلى بعض أولاده وكان قد سأله في | أمر فأجابه ، ثم قصر فيه أعاذنا الله وإياك من الحاجة إلى أمثالك الذين لا يملكون نفعا | ولا ضرا ، ولا موتا ولا حياة ولا نشورا . | | قال الحسين : وأعلم أن الأشياء ليست بأنفسها قائمة بل يقيم لها وكيف لا يكون | كذلك ، وهي لا تملك لأنفسها ضرا ولا نفعا ، فإذا نظرت إلى ممن لا يملك لنفسه ضرا | ولا نفعا بعين مالك ضر ونفع فقد صرفت الإلهية إلى غير مستحقها . | | قوله تعالى : ^ ( مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشى في الأسواق ) ^ [ الآية : 7 ] . | | قال جعفر : غيروا الرسل بالتواضع والإنبساط ، ولم يعلموا أن ذلك أتم لهيبتهم | واشد في باب الاحترام لهم ، وذلك انهم لم يشاهدوا منهم إلا ظاهر الخلق ولو شاهدوا | منهم خصائص الاختصاص لألهاهم ذلك من قولهم : ^ ( مال هذا الرسول يأكل الطعام | ويمشى في الأسواق ) ^ . | | قوله تعالى : ! 2 < وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق > 2 ! [ الآية : 20 ] . | | قال جعفر : ذلك أن الله لم يبعث رسولا إلا اباح ظاهره للخلق يأكلون معهم على | شرط البشرية ، ومنع سره على ملاحظاتهم والانشغال بهم ، لأن أسرار الأنبياء في | القيمة لا يفارق المشاهدة بحال . | | قوله تعالى : ! 2 < وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون > 2 ! [ الآية : 20 ] . | | قال القاسم : أي اتصبرون على نظر بعضكم إلى بعض كأنه أمر بالإعراض عما | جعل في نظره فتنة له يدل عليه قوله : ! 2 < لا تمدن عينيك > 2 ! . | | قال الحسين : المحبة لخواص أوليائه ، والفتنة لعامة الناس قال الله تعالى : ! 2 < وجعلنا بعضكم لبعض > 2 ! . | | قال الحسين : وكسى كل شيء كسوة فاتنة لا ينفك منها إلا من عصمه الله وهو |