@ 417 @ | | سمعت منصور بن عبد الله يقول : سمعت أبا القاسم يقول : قال ابن عطاء : لما قال | الخضر : فأردت أوصى إليه في السر من أنت حتى تكون لك إرادة فقال في الثانية : | فأردنا فأوصى إليه في السر من أنت ومن موسى حتى يكون لكما إرادة فرجع وقال : | ! 2 < فأراد ربك > 2 ! . | | وسمعت منصور بن عبد الله يقول : سمعت أبا القاسم : يقول : قال ابن عطاء : أما | قوله : ' فأردت ' قال : شفقة على الخلق ، وقوله : ' فأردنا ' رحمة ، وقوله : ' فأراد ربك ' | رجوعاً إلى الحقيقة . | | وقال الحسين : في قوله : ' أردت وأردنا وأراد ربك ' . | | المقام الأول : استيلاء الحق ، والمقام الثاني : مكالمة مع العبد والمقام الثالث : رجوع | إلى باطن الغلبة في الظاهر فصار به باطن الباطن ظاهر الظاهر من غيب الغيب ، وعيان | العيان غيب الغيب ، كما أن القرب من الشيء بالنفوس هو العبد والقرب منها بها وهو | القرب . | | قوله عز وجل : ^ ( وأما من ءامن وعمل صالحاً ) ^ [ الآية : 88 ] . | | قال ابن عطاء : من صدق الموعود وأحسن اتباع أوامر ربه فله جزاء الحسنى وهو أن | يرزقه الرضا بالقضاء والصبر على البلاء ، والشكر على النعمة وينزع من قلبه حب | الشهوات والدنيا ، ووسواس النفس والشيطان . | | قوله تعالى ذكره : ! 2 < الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري > 2 ! [ الآية : 101 ] . | | قال ابن عطاء : أعين نفوسهم في غطاء عن نظر الإعتبار ، وأعين قلوبهم في غطاء | عن مشاهدة العيان في الملكوت ، فإذا فتحت عين قلبه بالمشاهدة فتحت عين رأيه بنظر | الإعتبار . | | قوله تعالى : ! 2 < وكانوا لا يستطيعون سمعا > 2 ! [ الآية : 101 ] . | | قال ابن عطاء : لا يستطيعون سمعاً لأن آذانهم مسدودة عن السماع الحق ، ومن لم | يفتح له من قلبه سمع السماع كيف يسمع بظاهر سمعه وهو تبع لسمع قلبه . | | وقال جعفر الصادق رحمه الله : لا يستطيعون سماع كلام الحق ، ولا سماع سنن | المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ولا سماع سير الهداة الصالحين من الأنبياء والصديقين لأنهم لم يجعلوا |