@ 324 @ | | وقيل : فضله القديم عليكم مما تستجلبونه بأعمالكم إن كنتم مؤمنين . | | وقال بعضهم : مؤمنين : موقنين أن اختيار الحق للعبد خير من اختياره لنفسه . | | قوله تعالى : ^ ( وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه ) ^ [ الآية : 88 ] . | | قال أبو عثمان : ليس بواعظ من كان واعظا بلسانه دون عمله ، وليس بحكيم من لم | تكن أفعاله أفعال الحكماء ، وإنما الحكيم من يكون حكيما في نطقه ، حكيما في فعله ، | حكيما في جميع أحواله ، وإلا فإنه يقال : ناطق بالحكمة . | | وقيل : إن الله عز وجل أوحى إلى عيسى صلى الله عليه وسلم يا عيسى عظ نفسك ، فإن اتعظت ، | وإلا فاستحي مني . | | قوله تعالى : ^ ( إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت ) ^ [ الآية : 88 ] . | | قيل فيه : مرادي صلاحكم إن ساعدكم التوفيق ، ولا أستطيع أنا ذلك لكم إلا بمعونة | من الله لي عليه . | | قوله تعالى : ^ ( وما توفيقي إلا بالله ) ^ [ الآية : 88 ] . | | قال النهرجوري : التوفيق حسن عناية سيق إلى العبد ليس فيه سبب ولا منة إليه | طلب . | | قال بعضهم : التوفيق هو الدليل الذي يدل على سبيل الحق ، ويبعد عن نهج | الباطل ، وسلوكه ، وهو أن يوصل إلى العبد ما جرى له فيه من العناية في الأزل . | | قوله تعالى : ^ ( عليه توكلت وإليه أنيب ) ^ [ الآية : 88 ] . | | قال الجنيد رحمة الله عليه : التوكل أن لا يظهر فيك انزعاج إلى الأسباب مع شدة | الفاقة ، ولا نزول عن حقيقة الشكور إلى الحق . مع وقوفك عليها . | | قال بعضهم : التوكل : ترك رؤية التوكل وإسقاط رؤية الوسائط ، والتعلق بأعلى | الوثائق . | | قال إبراهيم بن أدهم رحمه الله : التوكل : أن تستوي عندك أفخاذ السباع ، والمتكأ | على الجشايا . | | قال ابن عطاء في قوله : ' وإليه أنيب ' : قال إليه أرجع عن جميع ما لي وعلي ، وأن | لا أعتمد سواه . |