@ 51 @ | الغيبي ، وإنما إيمانهم على العادة . | | قوله تعالى : ! 2 < ختم الله على قلوبهم > 2 ! . | | فلا يقول عن الحق فهوم مخاطباته ، على سمعهم فلم يسمعوا منه لذيذ كلامه ، | وعلى أبصارهم فلم يبصروا المغيبات بعين الغرامة ، غشاوة غشيتهم ظلمات أنفسهم فلم | تضيء لهم أنوار قلوبهم ، ولهم عذاب عظيم سكوتهم إلى هذه الأحوال واكتفاؤهم بها . | | وقال بعضهم : أهل البصر نظروا من الله إلى الأشياء فشاهدوها في سر القدرة ، | وأهل النظر استدلوا بالأشياء على الله تعالى محجتهم عقولهم واستدلالهم عن بلوغ كنه | المعرفة بالله . | | قوله تعالى : ! 2 < ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين > 2 ! . | | قيل فيه : إن الناس اسم جنس واسم الجنس لا يخاطب به الأولياء . | | وقال بعضهم : ليس الإيمان ما يتزين به العبد قولاً وفعلاً لكن الإيمان جرى السعادة | في سابق الأزل وأما ظهورها على الهياكل فربما تكون عوارى وربما تكون حقائق . | | قوله تعالى : ! 2 < يخادعون الله > 2 ! الآية . | | قال بعض العراقيين : الخداع والمكر تنبيه من جهة شهود السعايات والاكتفاء إلى | الطاعات حتى لا يعتقد فيها بأنها أسباب الوصول إلى الحق . كلا . | | وقيل : إنما يخادع من لا يعرف البواطن ، فأما من عرف البواطن فمن دخل معه في | الخداع فإنما يخادع نفسه . | | قوله تعالى : ! 2 < في قلوبهم مرض > 2 ! . | | لخلوها من العصمة والتوفيق والرعاية . | | قال أبو عثمان : في قلوبهم مرض لسكونهم إلى الدنيا وحبهم لها وغفلتهم عن | الآخرة وإعراضهم عنها ، فزادهم الله مرضاً بأنه وكَلَهُمْ إلى أنفسهم وجمع عليهم هموم |