@ 238 @ | | قوله تعالى : ! 2 < ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه > 2 ! [ الآية : 143 ] . | | قال أبو سعيد : من غيرة الله تعالى أنه لم يكلم موسى إلا في جوف الليل ، وغيبه | عن كل ذي حسب حتى لم يحضر كلامه معه أحد سواه ، وكذلك محادثته مع الأنبياء . | | قال القرشي : إنما كلم الله موسى بإياه ، ولو كلمه على حد العظمة لذاب وصار لا | شيء . | | قال الواسطي رحمة الله عليه : لما غاب موسى عن أنفاسه وحركاته وقام مقام | الانفراد مع الله ناداه ! 2 < إني أنا الله > 2 ! . | | قال جعفر في قوله : ! 2 < ولما جاء موسى لميقاتنا > 2 ! قال : الميقات طلب الرؤية . | | وقال جعفر : سمع كلامه خارجاً عن بشريته وأضاف الكلام إليه ، وكلمه من نفسه | موسى وعبوديته فغاب موسى عن نفسه وفنى عن صفاته ، وكلمه ربه من حقائق معانيه ، | فسمع موسى صلى الله عليه وسلم من ربه ومحمد صلى الله عليه وسلم سمع من ربه صفة ربه ، وكان أحمد المحمودين | عند ربه ، ومن هذا كان مقام محمد صلى الله عليه وسلم المنتهى ، ومقام موسى عليه السلام الطور ، | ومنذ كلم الله موسى على الطور أفنى صفته ، فلم يظهر فيه النبات ولا تمكين لأحدٍ | عليه . | | وقال الحسين في قوله : ! 2 < ولما جاء موسى لميقاتنا > 2 ! قال : أزال عنه التوقيف والترتيب ، | وجاء إلى الله على ما دعاه إليه وأراده له وأخذه عليه وأوجده منه وأظهره عليه ، ببذل | الجهد والطاقات وركوب الصعب والمشقات ، فلما لم تبق عليه باقية بها يمتنع ، أقيم مقام | المواجهة والمخاطبة وأطلق مصطنعة لسانه بالمراجعة والمطالبة ، أما سمعت قوله قبل هذه | الحال طالباً منه لما طولع بحال الربوبية وكوشف بمقام الإلهية سائلاً حل عقدةٍ من لسانه | ليكون - إذا كان ذلك - مالكاً لنطقه وبيانه . | | وقيل : فسأل ربه شرح صدره ثم نظر إلى أليق الأحوال ، وإذا هو تيسير أمره فسأل | ذلك على التمام لتترقى به حاله إلى أرفع المقام وهو المجيء إلى الله بالله ، لما علم أن من |