@ 34 @ | | وذكر عن عطاء أو غيره أنه قال : الحمد لله إقرار المؤمنين بوحدانيته وإقرار الموحدين | بفردانيته وإقرار العارفين باستحقاق ربوبيته ، فالأول إقرار بالإلهية والثاني إقرار بالربوبية | والثالث إقرار بالتعظيم . | | وقيل الحمد : هو الثناء لله فثناء المؤمنين في قراءة فاتحة الكتاب وثناء المريدين بالذكر | في الخلوات وثناء العارفين في الشوق إليه والأنس به . | | وقال الحسين : ما من نعمة إلا والحمد أفضل منها ، والحمد النبي صلى الله عليه وسلم والمحمود الله | والحامد العبد والحميد حاله التي توصل بالمريد . | وقيل أيضاً : الحمد لله رب العالمين عن العالمين قبل العالمين لعلمه بعجز العالمين عن | أداء حمد رب العالمين . | | وقيل هذا رحمة للعالمين بإضافته إياهم إليه أنه ربهم . | | وقيل في الحمد لله رب العالمين : إن الحمد يكون على السراء والضراء والشكر لا | يكون إلا على النعماء . | | وقيل : الحمد لله يكون لاستغراق الحامد في النعمة والشكر لاستزاده . | | وقيل في قوله : الحمد لله رب العالمين أي منطق العالمين لحمده . | | وذكر عن ابن عطاء في قوله الحمد لله رب العالمين أي : مربى أفضل العارفين بنور | اليقين والتوفيق وقلوب المؤمنين بالصبر والإخلاص وقلوب المريدين بالصدق والوفاء | وقلوب العارفين بالفكرة والعبرة . | | وقيل : رب العالمين أي هو الذي برأ العالمين بين رحمته الرحمن الرحيم حتى يؤهلهم | لتمجيده بقولهم : الحمد لله رب العالمين ، أي سبق الحمد مني لنفسي قبل أن يحمدني | أحد من العالمين ، وحمدي نفسي لنفسي في الأزل لم يكن لعلة ، وحمد الخلق إياي | مشوب بالعلل ، وقيل رب العالمين ، أي : ملهم العالمين بحمده وحده . | | وقيل : لما علم عجز عباده عن حمده حمد نفسه بنفسه في الأزل فاستراح طوق عباده | هو محل العجز عن حمده وأنَّى ينازع الحدث القدم ، ألا ترى سيد المرسلين كيف أظهر | العجز بقوله ' لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ' . |