@ 32 @ | كلها إليه ، وتفسير المعبود الذي هو إله الخلق منزه عن درك ماهيته والإحاطة بكيفيته | وهو المستور عن الأبصار ، والأفهام والمحتجب بجلاله عن الإدراك . | | قوله تعالى : ! 2 < الرحمن > 2 ! . | | باسم الرحمن خرجت جميع الكرامات للمؤمنين مثل الإيمان والطاعات والولاية | والعصمة وسائر المنن وكل نعمة تدوم ولا يستحق أحد من المخلوقين هذا الاسم لأن | المخلوق عاجز عن إعطاء شيء لأحد يدوم ويبقى . | | وأيضاً فإن رحمة الرحمانية للمريدين بها ينفصلون عما دون الرحمن ، ولما عمت | رحمته في العاجلة على الولي والعدو في معايشهم وأرزاقهم وغير ذلك سمي رحمن . | | وقيل في اسمه الرحمن : حلاوة المنة ومشاهدة القربة ومحافظة الخدمة . | | وقيل : إن المحبين يتنعمون بأسرارهم في رياض معاني اسمه الرحمن فيجتنون منها | ثمرة الأنس ويشربون منها ماء القربة ويتنعمون على ضفاف أنهار القدس ويرجعون منها | برؤية الآلاء والنعماء ، والخائفون يتلذذون في قلوبهم في معاني اسمه الرحمن | ويتزودون منها حلاوة السكون والأمن ، والتائبون يتروحون بأسرارهم في معاني اسمه | الرحمن فيرجعون منها بصفا السر وطهارة القلوب ، والعاصون يمرون على ميادين اسمه | الرحمن فيرجعون منها بالندم والاستغفار . | | وقال ابن عطاء : في اسمه الرحمن عونه ونصرته . | | وقال الواسطي : الرحمن لا يتقرب إليه أحد إلا بصرف رحمانيته ، والرحيم يتقرب | إليه بالطاعات لأنه يشارك فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : ^ ( بالمؤمنين رءوف رحيم ) ^ . |