إنما حج موسى لكونه كان قد تاب من الذنب الصوري واستسلم للمصيبة التي لحقت الذرية بسبب أكله المقدر عليه .
فالحديث تضمن التسليم للقدر عند وقوع المصائب وعدم لوم المذنب التائب وأن المؤمن مأمور أن يرجع إلى القدر عند المصائب لا عند الذنوب والمعايب فيصبر على المصائب ويستغفر من الذنوب كما قال تعالى فاصبر إن الله حق واستغفر لذنبك وقال تعالى ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه قالت طائفة من السلف كأبن مسعود هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم .
و قال غير واحد من السلف لا يبلغ العبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه فالإيمان بالقدر والرضا بما قدره الله من المصائب والتسليم لذلك هو من حقيقة الإيمان وأما الذنوب فليس لأحد أن يحتج على فعلها بقدر الله بل عليه أن لا يفعلها وإذا فعلها فعليه أن يتوب منها كما فعل آدم عليه السلام .
قال بعض السلف اثنان أذنبا آدم وإبليس فآدم تاب فتاب الله عليه واجتباه وإبليس أصر على معصيته وأحتج بالقدر فلعن وطرد فمن تاب من ذنبه أشبه بآدم ومن أصر وأحتج بالقدر .
أشبه إبليس ومن تاب لا يحسن لومه على ذنبه الذي صدر منه وكيف يلام على سيئات كلها حسنات لقوله تعالى فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات ومن لم يتب يلام ولا يحسن منه أن يحتج على