[ 14 ] ويوبخ الله عزوجل الذين يعلمون ويأمرون الناس باتباع علمهم وهم غير عاملين، قال: " يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما تفعلون * كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون " (1) وقال: " أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون " (2) وقال: " والشعراء يتبعهم الغاوون * ألم تر أنهم في كل واد يهيمون " وأنهم يقولون ما لا يفعلون " (3). فالعالم هو الذي يعمل بما علم ولا يقول إلا ما عمل به. ففي الصحيح عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: " إنما يخشى الله من عباده العلماء " (4) قال: يعني بالعلماء من صدق فعله قوله، ومن لم يصدق فعله قوله فليس بعالم (5). وعن المفضل بن عمر أنه قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: بم يعرف الناجي؟ قال: من كان فعله لقوله موافقا فأثبت له الشهادة، ومن لم يكن فعله لقوله موافقا فإنما ذلك مستودع (6). وعن الازدي أنه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: أبلغ موالينا عنا السلام وأخبرهم أنا لا نغني عنهم من الله شيئا إلا بعمل وأنهم لن ينالوا ولايتنا إلا بعمل وورع وأن أشد الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره (7). وعن أبي عبد الله عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام أنه قال: قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله ما العلم؟ قال: الانصات، قال: ثم مه؟ قال: الاستماع، قال: ثم مه؟ ________________________________________ (1) الصف: 2 و 3. (2) البقرة: 44. (3) الشعراء: 224 - 226. (4) فاطر: 28. (5) الكافي 1 / 36 حديث 2. (6) الكافي 1 / 45 حديث 5. (7) قرب الاسناد: 16 و 17. ________________________________________