الركب عليهم أسورة الذهب والفضة وثياب سندس والحرير حتى ينتهوا إلى ذلك الوادى فإذا اطمأنوا فيه جلوسا بعث الله D عليهم ريحا يقال لها المثيرة فثارت ينابيع المسك الأبيض فى وجوههم وثيابهم وهم يومئذ جرد مرد مكحلون أبناء ثلاث وثلاثين تضرب جمامهم إلى سررهم على صورة آدم يوم خلقه الله D فينادى رب العزة تبارك وتعالى رضوان وهو خازن الجنة فيقول يا رضوان ارفع الحجب بينى وبين عبادى وزوارى فإذا رفع الحجب بينه وبينهم فرأوا بهاءه ونوره هيئوا له سجودا فيناديهم تبارك وتعالى بصوته ارفعوا رءوسكم فإنما كانت العبادة فى الدنيا وأنتم اليوم فى دار الجزاء سلونى ما شئتم فأنا ربكم الذى صدقتكم وعدى وأتممت عليكم نعمتى فهذا محل كرامتى فاسألونى ما شئتم فيقولون ربنا وأى خير لم تفعله بنا ألست الذى أعنتنا على سكرات الموت وآنست منا الوحشة فى ظلمة القبور وأمنت روعنا عند النفخة فى الصور ألست أقلتنا عثراتنا وسترت علينا القبيح من فعلنا وثبت على جسر جهنم أقدامنا ألست الذى أدنيتنا من جوارك وأسمعتنا من لذاذة منطقك وتجليت لنا بنورك فأى خير لم تفعله بنا فيعود D فيناديهم بصوته فيقول أنا ربكم الذى صدقتكم وعدى وأتممت عليكم نعمتى فاسألونى فيقولون نسألك رضاك فيقول برضائى عنكم أقلتكم عثراتكم وسترت عليكم القبيح من أموركم وأدنيت منى جواركم وأسمعتكم لذاذة منطقى وتجليت لكم بنورى فهذا محل كرامتى فاسألونى فيسألونه حتى تنتهى مسألتهم ثم يسألونه حتى تنتهى مسألتهم ويقول D سلونى فيسألونه حتى تنتهى رغبتهم ثم يقول D سلونى فيقولون رضينا ربنا وسلمنا فيزيدهم من مزيد فضله وكرامته ومزيد زهرة الجنة مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ويكونون كذلك حتى مقدار متفرقهم من الجمعة قال أنس فقلت بأبى وأمى يا رسول الله وما مقدار تفرقهم قال مقدار الجمعة إلى الجمعة قال ثم يحمل عرش ربنا تبارك وتعالى العليين معهم الملائكة والنبيون ثم يؤذن لأهل الغرفات فيعودون أو يرجعون إلى غرفهم وهما غرفتان زمردتان خضروان وليسوا إلى شىء أشوق منهم إلى يوم الجمعة لينظروا إلى ربهم D ليزيدهم من مزيد فضله وكرامته