ذلك على قدر أعمالهم فيمشون وهو بين أيديهم يتبعونه فيقول أهل النفاق ذرونا نقتبس من نوركم ومضاء النور بين أيديهم وبقى أثره مثل حد السيف دحض مزلة قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب الحديد 13 وقرأ إلى آخر الآية إلى قوله الغرور الحديد 14 فيكون أسرعهم خروجا أفضلهم عملا فالمرة الأولى مثل البرق وطرف العين ثم المرة التى تليها مثل الريح ثم مثل الطير ثم مثل جرى الفرس ثم سعيا ثم رملا بطيئا ثم مشيا حتى يكون أخرهم خروجا من يحبو على ركبتيه وقدميه ومرفقيه ووجهه ويجر إحدى رجليه ويعلق الأخرى يصيب النار من شعره وجلده حتى يرى أنه لن يخرج فإذا خرج ونظر إليها قال تبارك الذى أنجانى منك ما أعطى أحدا من الأولين والآخرين ما أعطانى ربى D أنجانى منك بعدما رأيت منك ما رأيت قال ثم ينطلق إلى غدير بين يدى الجنة فيغتسل ويشرب فيعود إليه مثل ألوان أهل الجنة وريحهم ثم ينطلق إليها وقد سبقه الناس فينظر إلى أدنى منزل فيها على بابه لم يخطر على باله أن يرى مثله ولم يره أحد من أهل الدنيا فيتوق نفسه إليه فيقول رب أنزلنى هذا المنزل فيقول أتسألنى منزلا من الجنة وقد أنجيتك مما رأيت يقول إنما أريد أن تجعل بينى وبين النار هذا الباب فلا أراها ولا أسمع حسيسها يقول فلعلك إن أعطيتك هذا أتسألنى غيره يقول لا وعزتك لا أبغى غيره ولا أجد أفضل منه يقول فهو لك فإذا أتاه نظر بين يديه إلى منزل كأنما كان منزله معه حلما فلا يملك نفسه حتى ينطلق إليه يقول رب أنزلنى هذا المنزل يقول فأين ما أقسمت لى عليه فيقول هذا المنزل الواحد يقول فلعلك تسألنى غيره يقول لا وعزتك لا أسألك غيره يقول فهو لك فإذا آتاه رأى منزلا كأنما كان منزله معه حلما يقول رب هذا المنزل فيقول فأين ما أقسمت لى عليه يقول هذا ثم لا أسألك غيره يقول فهو لك فإذا آتاه رأى منزلا كأنما كانت تلك المنازل عنده حلما فيقوم مبهوتا لا يستطيع أن يتكلم فيقول مالك لا تسألنى يقول رب قد سألتك حتى خشيت مقتك وقد أقسمت لك حتى استحيت فيقول فما الذى ترضى ولا يدرى العبد ماذا أعد الله لأهل الكرامة ولم يرى إلا الدنيا وملكها فيقول أيرضيك أن أجمع لك الدنيا من أول يوم خلقتها إلى آخر يوم أفنيتها ثم أضعفها لك عشرة أضعاف فيقول أتستهزىء بى وأنت رب العالمين يقول لا أستهزىء بك ولكنى قادر أن أفعله