[ 25 ] لا يقال: هذه الاخبار آحاد وهي لا توجب العلم، ولو سلمت لكان أهل البيت اشار إلى أهل العباء، دون الباقين ممن تعتمدون قوله، لانا نجيب عن الاول بأنها وان كانت آحادا، لكنها إذا انضمت إلى ما نقله الامامية في هذا المعنى بلغ اليقين، والا فأي عاقل يجوز أن يجتمع هذا الجم الغفير على اختلاف مثل هذه الاخبار وأضعافها مما يملاء الصحف، هذا، مما لا يظنه محصل ولو سلمنا انها آحاد، لكن الناس بين امامي، ومخالف له، وكل مخالف فانما يعتمد على فتوى قايس عامل باخبار الاحاد، مثبت بها الاحكام الشرعية، وقد أجمع الناس الامن لا عبرة به أن الخبر أرجح من القياس في العمل، فحينئذ يجب اعتماد فتوى هؤلاء السادة، لان الاخبار الدالة على وجوب متابعتهم أقوى من الاخبار التي يبني عليها علماء الجمهور مذاهبهم. واما قوله: ان أهل البيت هم أهل العباء خاصة دون من بعدهم، فيضعف بقوله عليه السلام (فانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض (1) ولو قيل: فلم لا يكون الائمة المشار إليهم من أهل البيت غير من استندتم إلى فتواه، قلنا: يشهد لمن استندنا إليه اتساع فتواه، ووجود ما يلتمسه المستفتون عنده دون كل من تعرض لذلك من الذرية، يعلم ذلك اضطرارا عند الوقوف على سيرهم. واما العقل: فوجوه: الوجه الاول: ما انتشر عنهم من العلوم الفقهية، والاصولية، والتفسيرية، منضما إلى غيرها من العلوم، كالنجوم، والطب فان عليا عليه السلام استند إليه كل فاضل، وافتقرت إليه الصحابة في الحوادث، ولم يفتقر إلى أحد، وكذا كل واحد من الائمة حتى ان محمد بن علي عليه السلام لاتساع علمه وانتشاره سمي باقر العلم ولم ينكر ________________________________________ 1) راجع إلى كتاب احقاق الحق ص 309 إلى 375. ________________________________________