[ 19 ] قال أمير المؤمنين عليه السلام لولده محمد رضي الله عنه: (تفقه في الدين فان الفقهاء ورث الانبياء) (1) وان طالب العلم ليستغفر له من في السموات ومن في الارض، حتى الطير في جو السماء، والحوت في البحر وان الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضى به وقال الصادق عليه السلام: (الانبياء حصون والعلماء سادة) (2) وقد خص الله طائفتنا باقتفاء الصدق، واتباع الحق، لتلقي الاحكام عن رؤساء أهل البيت، فهم معتمدون على التحقيق، مستندون إلى الذكر الوثيق، لا يلوون على قائل بظنه، شارع برأيه، يقول على الله ما لا يعلم، ويفتي بالوهم، وساء ما يتوهم ولما تعددت التبع، وظهرت البدع، وأقام كل فريق رأسا، يقتدون ببدعته، ويتعبدون بشرعته، وجب أن ينشر أهل الحق ما علموه، ويظهروا ما كتموه، قال النبي صلى الله عليه وآله: (إذا ظهرت البدع في امتي، فليظهر العالم علمه، فمن لم يفعل فعليه لعنة الله) (3) ولما كانت الكتابة مناط الفهم، ورباط العلم، وصراط العصمة من الوهم، كما قال جعفر بن محمد: (اكتبوا فإنكم لا تحفظون حتى تكتبوا) (4) وقال للمفضل: (اكتب، وبث كتبك في اخوانك، فانه يأتي على الناس زمان، لا يأنسون الا بالكتب) (5) أحببت أن أكتب دستورا يجمع اصول المسائل وأوائل الدلائل أذكر فيه خلاف الاعيان من فقهائنا، ومعتمد الفضلاء من علمائنا، وألحق بكل مسألة من الفروع ما يمكن اثباته بالحجة، وسياقته إلى المحجة، فقطعت الحوادث عن ذلك القصد، ومنعت الكوارب ورود ذلك الورد، حتى اتفق لنا احضار كتاب الشرايع بالمختصر ________________________________________ 1) بحار الانوار ج 1 ص 216 طبع حديث. 2) الكافي ج 1 كتاب فضل العلم ص 39 ح 5 (مع تفاوت يسير). 3) الكافي ج 1 كتاب فضل العلم ص 70. 4) الكافي ج 1 كتاب فضل العلم ص 66 ح 9. 5) الكافي ج 1 كتاب فضل العلم ص 67 ح 11 (مع تفاوت). ________________________________________