[ 17 ] بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ذي القوة الباهرة، والسطوة القاهرة والنعمة الغامرة، والرحمة الوافرة، المرتفع عن تمثيل الخواطر الخاطرة، وتحصيل النواظر الناظرة المنعم بارسال الرسل المتواترة لارشاد الفطن الحايرة وإخماد الفتن الثايرة، أحمده حمدا تقيل له المساعي البايرة وتقل معه الدواعي الفاترة وترغم به الانوف النافرة وتحسم به الدوائر الدايرة واشهد ان لا اله الا الله شهادة استدفع بها الاهوال الفاقرة واسترفع بها الاعمال القاصرة وصلى الله على صاحب الدعوة الطاهرة والملة السايرة سيدنا (محمد) ذي الاعراف الفاخرة والاخلاق الطاهرة وعلى ذرية الانجم الزاهرة والبحار الزاخرة صلوة تخرق الحجب الساترة وتسبق الاعداد الحاصرة وبعد فإن القواعد العقلية، والشواهد النقلية قاضية بأن أتم الاسباب معتصما، وأهمها متمسكا وملتزما، إستعمال قوتي النظر والعمل هذه لتحصيل سعادة المعاد، وتلك لتحصين العقايد من تطرق وجوه الفساد ولما لم يكن كل عمل موصلا ولا كل نظر محصلا افتقر الانسان إلى مرشد ليسلك بتوفيقه جادة الصواب، ويأمن بتثقيفه الوقوع في مادة الاضطراب، فأوجبت الحكمة نصب نبي، يتلقى الاداب الشرعية عن وحى إلهي، ثم يؤيد بالعجز الحق ________________________________________