[ 62 ] وهذه وإن كانت حجة قاطعة وطريقة معتمدة في إثبات إمامتهم - عليهم السلام - إلا أنها تختص بنقل الطائفة المحقة، فهم متدينون بروايتها، متواترون بنقلها، مجمعون على صحتها، وفي بعضهم ما تقوم بنقله الحجة فكيف في جميعهم؟ ولو كان في هذا الضرب من النص ما هو من خبر الآحاد كان بكثرته وإتفاق دلالته على المدلول الواحد مع انضمام بعضه إلى بعض ما يبلغ درجة المتواتر ويقتضي مقتضاه. كيف واجماع الفرقة الناجية منعقد عليه، مع كون المعصوم في جملة إجماعهم، لاستحالة كونه في غيره، فإن كل من خالفهم موافق لهم على أنه (1) لا معصوم فيمن عداهم من جميع الفرق على اختلافها فلابد من كونه فيهم، لاستحالة خلو زمان التكليف ممن هذه صفته. ومما اختصوا به - عليهم السلام - ظهور المعجزات مطابقة لادعائهم الامامة، فلولا أنهم صادقون في إدعائها لم يكن لظهورها وجه، لاستحالة منافات الحكمة الالهية. وحكم معجزاتهم في ظهور النقل والرواية لها بين الشيعة وبين مخالفيها أيضا حكم نصوصهم، من أراد الجميع أخذه من مواضعه المختصة بذكره (2). وإذا تمهدت هذه الاصول، وتقررت قواعدها، علم بثبوتها وجود إمام الزمان القائم المهدي - صلوات الله عليه -، وأن زمان التكليف لا يخلو من ________________________________________ 1 - في " أ ": على أنهم. 2 - مثل مدينة المعاجز، واثبات الهداة وبحار الانوار - أبواب معجزاتهم - عليهم السلام - وقد ذكر المحدث الجليل الحر العاملي في اثبات الهداة (720) معجزة للرسول صلى الله عليه وآله و (1907) معجزة للائمة الاثني عشر - عليهم السلام -، واكتفى السيد هاشم البحراني في كتاب مدينة المعاجز بذكر (2066) معجزة للائمة الاثنى عشر - عليهم السلام -، فلاحظ. ________________________________________