[ 2 ] مكانة القاضي في درس الشيخ الطوسي وإن منزلته لم تكن منزلة التلميذ بل كان رجلا مجتهدا ذا رأي ونظر ربما قدر على إقناع أستاذه وإلزامه برأيه. 5 - إن الناظر في ثنايا كتاب " المهذب " يرى بأن المؤلف - المترجم له - يعبر عن استاذ السيد المرتضى بلفظة " شيخنا " بينما يعبر عن " الشيخ الطوسي " بلفظة الشيخ أبو جعفر الطوسي " لا ب‍ " شيخنا " والفارق بين التعبيرين واضح وبين. وهذا وإن لم يكن قاعدة مطردة في هذا الكتاب إلا إنها قاعدة غالبية. نعم عبر في " شرح جمل العلم والعمل " عنه ب‍ " شيخنا " كما نقلناه 6 - ينقل هو رأي الشيخ الطوسي - رحمه الله - في مواضع كثيرة بلفظ " ذكر " أي قيل، وقد وجدنا موارده في مبسوط الشيخ - رحمه الله - ونهايته. ولا شك أن هذا التعبير يناسب تعبير الزميل عن الزميل لا حكاية التلميذ عن أستاذه وعلى كل تقدير فرحم الله الشيخ والقاضي بما أسديا إلى الأمة من الخدمات العلمية، ووفقنا للقيام بواجبنا تجاه هذين العلمين، والطودين الشامخين، سواء أكانا زميلين أو استاذا وتلميذا. استمرار الاجتهاد والمناقشة في آراء الشيخ: لقد نقل صاحب المعالم عن والده - الشهيد الثاني - رحمه الله بإن أكثر الفقهاء الذين نشأوا بعد الشيخ كانوا يتبعونه في الفتوى تقليدا له لكثرة اعتقادهم فيه وحسن ظنهم به فلما جاء المتأخرون وجدوا أحكاما مشهورة قد عمل بها الشيخ ومتابعوه فحسبوها شهرة بين العلماء، وما دروا أن مرجعها إلى الشيخ وأن الشهرة إنما حصلت بمتابعته. قال الوالد - قدس الله نفسه -: وممن اطلع على هذا الذي تبينته وتحققته من غير تقليد: الشيخ الفاضل المحقق سديد الدين محمود الحمصي، والسيد رضي الدين ابن طاوس، وجماعة. وقال السيد - رحمه الله - في كتابه المسمى: ب‍ " البهجة لثمرة المهجة ": أخبرني ________________________________________