[ 315 ] لكم تسؤكم " (1) فما هذه الاشياء التي منع المؤمنون من سؤالها ثم أذن لهم عند نزول الكتاب فقال تعالى: " وان تسئلوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم "؟ (2) ومن القوم الذين سألوها ثم أصبحوا بها كافرين؟. (3) الجواب: هذه الآية إنما نزلت في إنسان كان يسأل سؤال تعنت حتى سأل عن أبيه الذي ينسب إليه هل هو إبنه على الحقيقة؟ فأوحى الله تعالى إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه لغيره وانه ولد على فراشه، فساءه ذلك فنهى الله المؤمنين عن سؤال مثل ذلك مما لا يعنيهم. (4) مسألة: عن قوله تعالى: " وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الاولون " (5) فما هذه الآيات التي منع منها (6) التكذيب من ارسالها؟ فان كانت المعجزات فقد جاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم منها بالكثير ولا سيما القرآن الباقي على الاعقاب. الجواب: هذه آيات اقترحوها ذكرها الله في قوله تعالى: " وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الارض ينبوعا أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الانهار خلالها تفجيرا أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتي بالله و الملائكة قبيلا أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا ". (7) وقالوا له أيضا: وأن حول الصفا ذهبا وقالوا له أيضا مثل ذلك إن تذهب جبال تهامة فإنها قد ضيقت علينا، وان تحيي لنا عبد المطلب لنسأله عن صدق قولك فإنه كان أمينا. فأخبر الله تعالى انه لم يمنعه من إجابتهم إليها الا أنه لو فعلها وكذبوا بها وجب استيصالهم كما أنه لما كذب بها الاولون استأصلهم وذلك ممتنع في هذه الامة لما وعد به. ________________________________________ (1) - سورة المائدة، الآية: 101. (5) - سورة الاسراء الآية: 59. (2) - سورة المائدة، الآية: 101. (6) - كذا. (3) - راجع التبيان 4 / 37. (7) - سورة الاسراء الآية: 90 - 92. (4) - راجع التبيان 4 / 36.. ________________________________________