[ 10 ] لاثبات ذلك، وأن الشيخ الطوسي تتلمذ عليه في طوس. كما أن صاحب الذريعة، وتبعه بعض آخر من المترجمين المعاصرين، قد كتبوا حول نسبة الشيخ إلى طوس بأن مدينة " مشهد مدفن الامام الرضا عليه السلام " كانت مجمعا لعلماء الشيعة في ذلك الوقت، وبسطوا الكلام في مكانتها العلمية (3) ولا شك في أن طوس كانت في ذلك الزمان مهدا للعلم والادب، وخرج منها علماء مشهورون، فعندما كان الشيخ الطوسي يقضي مرحلة الطفولة والشباب، كان الشاعر الفارسي " الفردوسي " في " طابران " طوس مشتغلا بسرد " الشاهنامه " ديوان شعره الخالد. فلو كان هذا البلد مولد الطوسي ومحل إقامته، فيبعد جدا أن لا يتفق لقائه إياه، مع أن " الفردوسي " كان شيعيا وكان في أوج الشهرة في أواخر أيام حياته. بل لا يبعد كونهما من عائلة واحدة، إذا لاحظنا سلسلة آباء الشيخ " الحسن بن على بن الحسن "، وأن الفردوسي كان اسمه " الحسن بن علي على أحد الاقوال. (4) كما أنه في " نوغان " طوس - وفي نفس العام الذي غادر الطوسي بلاده (لو كان من أهلها) وورد بغداد اي عام 408 ه‍ - ولد، نظام الملك وزير السلاجقة، وتعلم العلم والادب بنفس البلد. ومن حسن الاتفاق أن اسمه أيضا " الحسن بن على ". إضافة إلى المجهولات والاسئلة التي بقيت بلا جواب حول حياة الطوسي قبل هجرته إلى بغداد، هناك سؤال آخر: وهو أن الطوسي وعائلته في الاصل هل كانوا من العائلات الشيعية أو من أهل السنة؟ لا ريب في أن الطوسي لدى وصوله إلى بغداد مباشرة التحق بحلقة الشيخ المفيد العالم الشيعي المعروف كما حضر عند غيره من علماء الامامية، وأنه منذ ذلك الوقت كان مدافعا عن هذا المذهب مجدا في نشره وإرساء دعائمه. وهذا الامر وحده لعله يكفي ________________________________________ (3) - مقدمة التبيان ص ج، مقدمة رجال الشيخ ص 5 و 6، مقدمة بحار الانوار ص 69 وقد جاء في هذه المصادر وغيرها، أن الشيخ الطوسي ولد بطوس. والظاهر أنه لا مستند لهذا القول سوى كونه منسوبا إلى طوس، وهذا كما عرفت لا يكفي لذلك. واني لم اقف إلى الآن على من تنبه لهذه النكتة، ولا على من استند في قوله إلى كلام أحد من القدماء (4) - يقول ابراهيم پور داود في مقدمة كتاب " داستان بيژن ومنيژه " إن اسم الفردوسي جاء في الترجمة العربية عن الشاهنامة للبندادى: " منصور بن الحسن "، وفي تاريخ گزيده ومجالس النفائس: " حسن بن علي " وفي تذكرة دولتشاه السمرقندي وآتشكده آذر: " حسن بن اسحاق بن شرفشاه "، وفى المقدمة البايسنغرية على الشاهنامة ومجمل الفصيحي: " منصور بن فخر الدين أحمد فروخ " ________________________________________