[ 3 ] بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المصطفى محمد، وعلى آله الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين. وبعد، لا يخفى على الناظر إلى ما كتبه فقهاء الطائفة الإمامية الاثنا عشرية وجهابذتها في فقه الشريعة الاسلامية الدور المهم الذي مارسه هؤلاء المحققون في حفظ الدين من التلاعب والتغيير وصيانته من التحريف والتبديل. وببركة جهودهم المتوالية ومساعيهم الحثيثة في تفريع الفروع وإرجاعها إلى الأصول الأصلية في القرآن الكريم والسنة المعصومية الشريفة بقي هذا الدين الحنيف حيا في نفوس الناس رغم التغير الكبير الحادث في حياتهم على مر الأزمنة والعصور والذي صار سببا في ظهور مسائل جديدة واستحداث حوادث ووقائع تحتاج إلى معرفة نظر الشارع المقدس فيها. وقد هيأ الله عز شأنه في كل عصر وفترة زمنية من بهم يحفظ الدين وتدفع الشبهات وتحل المشكلات وتبين الوظائف الشرعية في شتى الفروع الحياتية ومختلف المسائل التي تعترض حياة الانسان الفردية والاجتماعية. ومن بين هؤلاء علم الهدى السيد أبو القاسم علي بن الحسين المعروف ب " الشريف المرتضى " طيب الله رمسه من أعلام القرنين الرابع والخامس الهجري. وفضله أشهر من أن يذكر فهو الفقيه المحقق والأصولي المجدد والكلامي ________________________________________