[ 50 ] وقوله تعالى: * (ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللارض ائتيا طوعا أو كرها قالتا اتينا طائعين) * (1). وهو سبحانه لم يخاطب السماء بكلام، ولا السماء قالت قولا مسموعا، وإنما أراد أنه عمد (2) إلى السماء فخلقها ولم يتعذر عليه صنعها (3)، فكأنه سبحانه لما خلقها قال لها وللارض (4): * (ائتيا طوعا طؤعا أو كرها) * فلئا اتفعلت (5) بفذزته كانتا (6) كالقائل: أتينا طائعين. ومثله قوله تعالى: * (يوم نقول لجهنم هل امتلات وتقول هل من مزيد) * (7) والله تعالى يجل عن خطاب النار، وهي مما لا يعقل ولا يتكلم (8)، وانما عبر (9) عن سعتها، وانها لا تضيق بمن يحلها (10) من المعاقبين. وذلك كله على مذهب أهل اللغة وعادتهم في المجاز، ألا ترى الى قول الشاعر: وقالت له العينان سمعا وطاعة وأسبلتا بالدر لما يثقب (11) والعينان لم تقولا قولا ممسموعا، ولكنه اراد منهما البكاء، فكانتا كما أراد (12) ________________________________________ (1) فضلت 41: 11. (2) في " ب " " م ": عهد. (3) في " ج " و " د ": صنعتها. (4) في " أ ": لما خلقهما قال لهما. (5) في " ج ": تعلقت. وفي " د " حرفت الكلمة الى: تعدون. (6) في " د ": كأنها. (7) ق 50: 30. (8) " ولا يتكلم، ليس في " أ ". وفي " م ": لا تعقل ولا تتكلم. (9) في " أ " و " ج " و " د ": الخبر. (10) في " د ": عن محلها. (11) في " م ": وحدرتا بالدر، وفي " أ ": لم يتثبت. (12) " والعينان... كا اراد " ليس في " أ ". ________________________________________