[ 4 ] ومن هنا يكون للمحقق إبحاران متزامنان في آن: إبحار مع الكتاب، يغوص في أعماقه، ويكشف خفاياه، وإبحار مع المؤلف نفسه، يصحبه صحبة حقيقية، فلا يفارقه ولا يجفوه، ولا يصد عنه. فإنه بقدر ما يكون المؤلف مخفيا علينا ستكون أيدينا مع كتابه جذاء، وحصيلة جهودنا خداج. حتى إذا بلغت رحلتنا معه غايتها وجدناها رحلة ليست ممتعة، ووجد شاهدوها من قراء ونقاد آثار الجفاء شاخصة سافرة لا يسترها نقاب. وهذه لعمري واحدة من أدق خصال التحقيق، ومع هذا فهي من أقلها حظا وأضيعها نصيبا! ولم ينج كتابنا هذا من مشكلة الاختلاف في التسمية، فقد ذكروا له أسماء شتى، ونسبوها نسبا مختلفة أيضا، أحصيناها كما يلي: 1 - الاختلاف في التسمية: عرف هذا الكتاب بعناوين خمسة، هي: اؤلا: أجوبة المساك السروية: ورد هذا العنوان في صدر النسخة الخطية التي رمزنا لها بالرمز أ وسيأتي التعريف بها. وهكذا عرفه أيضا العلامة الحر العاملي (1104 ه) في موسوعته الكبيرة المسماة (إثبات الهداة) (1). ثانيا: الاسئلة السروية: هكذا عرفه الشيخ الطهراني في معجمه الكبير (الذريعة إلى تصانيف الشيعة) في باب الالف (2). وذكره في مواضع أخرى باسكاء أخرى ستأتي. ________________________________________ (1) اثبات الهداة 1: 58، 3: 99. (2) الذريعة 2: 83 ت / 33 0. ________________________________________