مع أن الكتب المشهورة بل والمهجورة وعمل الناس في سائر الأعصار على الحث على زيارته من جميع الأقطار فزيارته من أفضل المساعي وأنجح القرب إلى رب العالمين وهي سنة من سنن المرسلين ومجمع عليها عند الموحدين ولا يطعن فيها إلا من في قلبه مرض المنافقين ومن هو من أفراخ اليهود وأعداء الدين من المشركين الذين أسرفوا في ذم سيد الأولين والآخرين .
ولم تزل هذه الأمة المحمدية على شد الرحال إليه على ممر الأزمان من جميع الأقطار والبلدان سار في ذلك الزرافات والوحدان والعلماء والمشايخ والكهول والشبان حتى ظهر في آخر الزمان مبتدع من زنادقة حران لبس على أشباه الرجال ومن شابهم من سيء الأذهان وزخرف لهم من القول غرورا كما صنع إمامه الشيطان فصدهم بتمويهه عن سبيل أهل الإيمان وأغواهم عن الصراط المستقيم إلى ثنيات الطريق ومدرجه النيران فهم برزيته في ظلمة الخطأ يعمهون وعلى منوال بدعته يهرعون وسأذكر لك ما تحقق به فجوره وبدعته وتضليل من مشى خلفه وهلكته وأبين ما أظهره من القول الباطل وما رمز إليه وأوضحه لكل من سمعه ووقف عليه ثم أردف ذلك بما يدل على المنهج من ذلك فلا يزيغ عنه بعد ذلك إلا هالك قال القاضي عياض في أشهر كتبه الذي شاع ذكره في سائر البلاد وقريء في المجامع والجوامع على رءؤس الإشهاد فصل في حكم زيارة قبره وفضل من زاره وكيف يسلم عليه ويدعو وزيارة قبره سنة من سنن المرسلين مجمع عليها ومرغب فيها .
وروى عن إبن عمر Bهما قال قال رسول الله .
من زار قبري وجبت له شفاعتي .
وعن أنس بن مالك Bهما قال قال رسول الله .
من زارني في المدينة محتسبا كان في جواري وكنت له شفيعا يوم القيامة .
وفي حديث آخر من زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي .
هذه ألفاظه بحروفها .
وكذا ذكره الإمام العلامة هبة الله في كتاب توثيق عرى الإيمان فهذا نقل الإجماع على خلاف ما نقله هذا الزائغ الفاجر المبالغ في فجوره وعزوه إلى السلف واما غير هذين الإمامين ممن نقل الندب إلى زيارته فخلق لا يحصون وسأذكر بعضهم على أنه ذكر في فتوى مطولة ما يناقض ما ادعاه من الإجماع والقطع هنا وقد ذكرت المسألة في تنبيه السالك وذكرت صورة الفتوى وجوابه وهذا جواب مطول وتعرضت لما فيه من الخلل وسوء الفهم