استقبل رسول الله فقال ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم إلى يوم القيامة بل إستقبله وإستشفع به فيشفعك الله عزوجل قال الله تعالى ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءك فأستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما القصة معروفة مشهورة ذكرها غير واحد من المتقدمين والمتأخرين بأسانيد جيدة ومنهم القاضي عياض في أشهر كتبه وهو الشفاء المشهور بالحسن والإتقان في سائر البلدان ومنهم الإمام العلامة هبة الله في كتابه توثيق عرى الإيمان وقد إشتملت هذه القصة على تعظيمه بعد وفاته وأنه حي والوتسل به وحسن الأدب في حقه كما في حياته وان في الآية الحث على المجيء اليه ليستغفر له وليس في الآية تعرض لزمن حياته دون الوفاة وكذا فهم العلماء مالك وغيره كما يأتي إن شاء الله تعالى العموم واستحبوا لمن زار قبره المكرم أن يتلو هذه الآية ويستغفر ويتوسل به ويطلب الشفاعة منه ولم نعلم أن أحدا طعن في قصة مالك إلا هذا الفاجر إبن تيمية فإنه لما كان فيها هذه الفضائل طعن فيها وقال إنها مكذوبة فإن هذا شأنه إذا وجد شيئا لا مساس لما فيه إبتدعه قال به وقبله ولم يطعن .
وإذا وجد شيئا على خلاف بدعته طعن فيه وإن إتفق على صحته ولا يذكر شيئا على خلاف هواه وإن إتفق على صحته لا سيما إذا كان آية أو خبرا عن رسول الله ولو أمكنه أن يطعن في الآية لفعل إلا أنه تعرض لتخصيصها وهي دعوى مجردة وعلى خلاف ما فهمه العلماء من العموم ووقع العمل عليه فمن إدعى التخصيص بغير دليل سمعى ظاهر الدلالة قطعنا بخطئه واتهمناه واستدللنا بذلك على استنقاصه سيد الأولين والآخرين الكامل المكمل .
وهو كفر بإجماع أهل التوحيد .
وذكر القرطبي في تفسيره عن علي Bه أنه قال قدم علينا أعرابي بعد ما دفن رسول