عنا العذاب وكانت اليهود تقول إن هذه الدنيا سبعة آلاف سنة وإنما نعذب بكل ألف سنة يوما ثم ينقطع العذاب بعد سبعة أيام وقيل أربعين يوما الذي عبد آباؤنا العجل فيها وكانت تقول أن ربنا عتب علينا في أمر فأقسم ليعذبننا أربعين يوما فلن تمسنا النار إلا تحلة القسم أربعين يوما .
فالرجل ساع خلف سلفه كما تقدم وكما يأتي .
مبحث الرد عليه في القول بقدم العالم .
ومما انتقد عليه وهو من أقبح القبائح ما ذكره في مصنفه المسمى بحوادث لا أول لها وهذه التسمية من اقوى الألة على جهله فإن الحادث مسبوق بالعدم والأول ليس كذلك وبنى أمره فيه على أسم من أسماء الأفعال ونفى المجاز في القرآن وهو من الجهل أيضا فإن القرآن معجز ومحشو بالمجازات والإستعارات حتى أن أول حرف فيه أحد أنواع المجاز وتضمن هذا المصنف مع صغره شيئين عظيمين تكذيب الله عزوجل في قوله هو الأول فجعل معه قديما وتكذيب النبي في قوله كان الله ولا شيء معه وفي البخاري من رواية عمران بن حصين Bه كان الله ولم يكن شيء قبله وليس وراء ذلك زيغ وكفر فإن الدين ما قاله عزوجل وقاله رسوله وقد قال هو الأول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم هو الأول قبل كل شيء بلا إبتداء كان ولم يكن شيء موجودا والاخر بعد فناء كل شيء بلا إنتهاء ويبقى هو .
والظاهر هو الغالب على كل شيء والباطن هو العالم بكل شيء هذا معنى قول إبن عباس Bهما والأقوال في ذلك كثيرة ومنها قول أبي القاسم الجنيد نفى القدم عن كل أول بأوليته ونفى البقاء عن كل آخر بآخريته واضطر الخلق إلى الإقرار بربوبيته لظاهريته وحجب الإدراك عن إدراك كنهه وكيفيتة بباطنيته وقال أيضا هو الأول بشرح القلوب والآخر بغفران الذنوب والظاهر بكشف الكروب والباطن بعلم الغيوب وقال السيد الجليل محمد بن الفضل .
الأول ببره والآخر بعفوه والظاهر بإحسانه .
والباطن بستره .
ومن حق العبد أن يجعل له حظا من هذا الخطاب فيزين ظاهره بأنواع الخدمة ويزين باطنه بأنوار الهيبة ويحقق جميع أفعاله وحركاته وسكناته وسائر طاعاته وقرباته