أمرهم حتى لبعض العوام وبهذه الأحرف يظهر الأمر إن شاء الله تعالى لكل أحد إلا لمن أراد عزوجل إضلاله وإبقاءه في العذاب السرمد .
ومن قال بنفي ذلك أي بنفي خلود العذاب وسرمديته وهو إبن تيمية وأتباعه فقد تجرأ على كلام الغفور قال تعالى والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور وعلى العليم الحكيم في قوله تعالى يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم والآيات في ذلك كثيرة عموما وخصوصا ومنها قوله تعالى ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما والغرام المستمر الذي لا ينقطع فلو انقطع قدر نفس لا يسمى غراما ومن ذلك قوله تعالى وجاء ربك قال الإمام أحمد معناه جاء أمر ربك قال القاضي أبو يعلى قال الإمام أحمد المراد به قدرته وأمره وقد بينه في قوله تعالى أو يأتي أمر ربك يشير إلى حمل المطلق على المقيد وهو كثير في القرآن والسنة والإجماع وفي كلام علماء الأمة لأنه لا يجوز عليه الإنتقال سبحانه وتعالى ومثله حديث النزول وممن صرح بذلك الإمام الأوزاعي والإمام مالك لأن الإنتقال والحركة من صفات الحدث والله عزوجل قد نزه نفسه عن ذلك ومن ذلك قوله تعالى استوى على العرش فإذا سأل العامي عن ذلك فيقال له الإستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وسنوضح ذلك إن شاء الله تعالى وإنما أجاب الإمام ربيعة بذلك وتبعه تلميذه مالك لأن الإستواء الذي يفهمه العوام من صفات الحدث وهو سبحانه وتعالى نزه نفسه عن ذلك بقوله تعالى ليس كمثله شيء فمتى وقع التشبيه ولو بزنة ذرة جاء الكفر بالقرآن قال الأئمة وإنما قيل السؤال بدعة لأن كثيرا ممن ينسب إلى الفقه والعلم لا يدركون الغوامض في غير المتشابه فكيف بالمتشابه فآيات المتشابه وأحاديثه لا يعلمها إلا الله سبحانه والقرآن والسنة طافحان بتنزيهه عزوجل ومن أسمائه القدوس وفي ذلك المبالغة في التنزيه ونفى خيال التشبيه وكذا في قوله تعالى قل هو الله أحد إلخ لما فيها من نفي الجنسية والبعضية وغير ذلك مما فيه مبالغة في تنزيهه سبحانه وتعالى وكان الإمام أحمد Bه يقول أمروا الأحاديث كما جاءت وعلى ما قال جرى كبار أصحابه كإبراهيم الحربي وأبي داود والأثرم ومن كبار أتباعه أبو الحسين المنادي وكان من المحققين وكذلك