( 68 ) ثانياً : المراحل العلاجية : وهي المراحل العملية المقارنة واللاحقة لوقوع الممارسات السلبية في الواقع الخارجي ، وهي خطوات علاجية الهدف منها معالجة الواقع المنحرف ، بإيقاف المنكر أو تطويقه وتحجيمه ؛ لمنع استشرائه في العقول والقلوب والارادة . ويمكن تصنيفها إلى صنفين : 1 ـ المراحل العلاجية المقارنة للتلبس بالمنكر : إنّ الله تعالى فتح للاِنسان أبواب الهداية من خلال البيّنات الظاهرة ، والبراهين الواقعية ، وانزل الكتاب لارشاده وتوجيهه إلى الاستقامة والاعتدال ، ودعا إلى تكوين الاُمّة والجماعة الآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر ، ووضع منهجاً متكاملاً لوقايته من الانحراف عن طريق غلق منافذه إلى النفس ، ومعالجة الاَسباب المؤدية إليه ، وتهيئة الاجواء لتهذيب السلوك والخُلق ، فإذا خالف الاِنسان جميع هذه المؤهلات ، وانحرف عن الاستقامة في سلوكه غروراً منه أو استسلاماً لشهواته وغرائزه ، وارتكب المنكر بصورة علنية متحدياً قيم المجتمع ، فيجب على الآخرين ردعه وايقاف أو تحجيم انحرافه ، وأول مراحل الردع هي التغيير باليد التي تعبّر عن القوة ، ثم باللسان ، ثم بالقلب . قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الايمان " (1). ____________ 1) صحيح مسلم 1 : 69 ، كتاب الايمان باب 20 / 78 .