( 107 ) عدم الاعتراض وعدم الملاحقة ، فتنطلق إرادتهم الضعيفة أمام الشهوات ، وأنفسهم الشريرة من عقالها ، فيعملون ما يحلو لهم ، ثم يكون الاَمر لهم ليسيطروا على مقاليد الاُمور ، ويوجهون الناس حسبما يرون ويشاؤون ، وتكون الكرّة لهم لملاحقة ومطاردة الاخيار والصالحين في جميع ميادين الحياة ، ولا يبقى للاخيار والصالحين أي منفذٍ للنجاة أو النهوض بالاَمر من جديد ، فيعيشون الذل والامتهان اضافة إلى الاذى والتعذيب ، وأعظم من ذلك تخلي الرعاية الالهية عنهم ، وعدم استجابة الله تعالى لدعائهم . قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " لتأمرنّ بالمعروف وتنهونَّ عن المنكر ، أو ليسلطنَّ الله عليكم شراركم فليسومُنّكم سوء العذاب ، ثم ليدعو خياركم فلايستجاب لهم ، لتأمرن بالمعروف ولتنهونَّ عن المنكر ، أو ليبعثنَّ الله عليكم من لا يرحم صغيركم ، ولا يوقّر كبيركم " (1). وإذا تسلط الاشرار عمّ الظلم والجور والاعتداء على الاَنفس والاعراض والاَموال ، والاعتداء على جميع الحرمات والمقدسات ، وعمّ فساد الاَخلاق وتحلّلها ، وضعف العلاقات الاجتماعية ، وتفكك كيان الاُسرة التي هي نقطة البدء في اصلاح الجيل الناشئ ، والحفاظ على سلامته الروحية ، وحينئذٍ سيُفتقد الاَمان والاستقرار والطمأنينة . ____________ 1) كنز العمال 3 : 687 | 8464 .