وأنه سبحانه وتعالى لا موجود سواه إلا وهو حادث بفعله .
وفائض من عدله .
على أحسن الوجوه وأكملها وأتمها وأعدلها .
وأنه حكيم في أفعاله عادل في أقضيته .
لا يقاس عدله بعدل العباد .
إذ العبد يتصور منه الظلم بتصرفه في ملك غيره .
ولا يتصور الظلم من الله تعالى .
فإنه لا يصادف لغيره ملكا حتى يكون تصرفه فيه ظلما .
فكل ما سواه .
من إنس وجن .
وملك وشيطان .
وسماء وأرض .
وحيوان ونبات وجماد .
وجوهر وعرض .
ومدرك ومحسوس .
حادث اخترعه بقدرته بعد العدم اختراعا .
وأنشأه إنشاء بعد أن لم يكن شيئا .
إذ كان موجودا وحده ولم يكن معه غيره .
فأحدث الخلق بعد ذلك .
إظهارا لقدرته وتحقيقا لما سبق من إرادته .
ولما حق في الأزل من كلمته .
لا لافتقاره إليه وحاجته .
وأنه متفضل بالخلق والاختراع والتكليف لا عن وجوب .
ومتطول بالإنعام والإصلاح لا عن لزوم .
فله الفضل والإحسان والنعمة والامتنان .
إذ كان قادرا على أن يصب على عباده أنواع العذاب .
ويبتليهم بضروب الآلام والأوصاب .
ولو فعل ذلك لكان منه عدلا ولم يكن منه قبيحا ولا ظلما .
وأنه D يثبت عباده المؤمنين على الطاعات .
بحكم الكرم والوعد لا بحكم الاستحقاق واللزوم .
إذ لا يجب عليه لأحد فعل ولا يتصور منه ظلم ولا يجب لأحد عليه حق .
وأن حقه في الطاعات وجب على الخلق بإيجابه على ألسنة أنبيائه عليهم السلام لا بمجرد العقل .
ولكنه بعث الرسل وأظهر صدقهم بالمعجزات الظاهرة .
فبلغوا أمره ونهيه ووعده ووعيده .
فوجب على الخلق تصديقهم فيما جاءوا به