وأنه تعالى مريد للكائنات مدبر للحادثات .
فلا يجري في الملك والملكوت .
قليل أو كثير صغير أو كبير .
خير أو شر نفع أو ضر .
إيمان أو كفر عرفان أو نكر .
فوز أو خسران زيادة أو نقصان .
طاعة أو عصيان .
إلا بقضائه وقدره وحكمته ومشيئته .
فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن .
لا يخرج عن مشيئته لفتة ناظر ولا فلتة خاطر .
بل هو المبدئ المعيد الفعال لما يريد .
لا راد لأمره ولا معقب لقضائه .
ولا مهرب لعبد عن معصيته إلا بتوفيقه ورحمته .
ولا قوة له على طاعته إلا بمشيئته وإرادته .
فلو اجتمع الإنس والجن والملائكة والشياطين .
على أن يحركوا في العالم ذرة أو يسكنوها دون إرادته ومشيئته لعجزوا عن ذلك .
وأن إرادته قائمة بذاته في جملة صفاته .
لم يزل كذلك موصوفا بها مريدا في أزله لوجود الأشياء في أوقاتها التي قدرها .
فوجدت في أوقاتها كما أراده في أزله من غير تقدم ولا تأخر .
بل وقعت على وفق علمه وإرادته من غير تبدل ولا تغير .
دبر الأمور لا بترتيب الأفكار ولا تربص زمان .
فلذلك لم يشغله شأن عن شأن