@ 419 @ السائلين المغفرة وقت فراغ البال وخفة الأشفال ، وقال قتادة أيضاً : المصلين بالأسحار . وقال زيد بن أسلم : المصلين الصبح في جماعة . .
وهذا الذي فسروه كله متقارب . .
{ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَاهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَائِمَاً بِالْقِسْطِ } . .
سبب نزولها أن حبرين من الشام قدما المدينة ، فقال أحدهما للآخر : ما أشبه هذه بمدينة النبي الخارج في آخر الزمان ، ثم عرفا رسول الله صلى الله عليه وسلم ) بالنعت ، فقالا : أنت محمد ؟ قال : ( نعم ) . فقالا : أنت أحمد ؟ فقال : ( نعم ) . فقالا : نسألك عن شهادة إن أخبرتنا بها آمنا . فقال : ( سلاني فقال أحدهما : أخبرنا عن أعظم الشهادة في كتاب الله ، فنزلت وأسلما . .
وقال ابن جبير : كان حول البيت ثلاثمائة وستون صنماً ، فلما نزلت هذه الآية خرت سجدا . .
وقيل : نزلت في نصارى نجران لما حاجوا في أمر عيسى . .
وقيل : في اليهود والنصارى لما تركوا اسم الإسلام وتسموا باليهودية والنصرانية . .
وقيل : إنهم قالوا : ديننا أفضل من دينك ، فنزلت . .
وأصل : شهد ، حضر ، ثم صرفت الكلمة في أداء ما تقرر علمه في النفس ، فأي وجه تقرر من حضور أو غيره . فقيل : معنى : شهد ، هنا : أعلم . قاله المفضل وغيره ، وقال الفرّاء ، وأبو عبيدة : قضى ، وقال مجاهد : حكم ، وقيل : بين . وقال ابن كيسان : شهد بإظهار صنعه . % ( وفي كل شيء له آية % .
تدل على أنه الواحد .
) % .
قال الزمخشري : شبهت دلالته على وحدانيته بأفعاله الخاصة التي لا يقدر عليها غيره ، وبما أوحى من آياته الناطقة بالتوحيد كسورة الإخلاص ، وآية الكحرسي وغيرهما . بشهادة الشاهد في البيان والكشف ، وكذلك إقرار الملائكة وأولي العلم بذلك ، واحتجاجهم عليه . إنتهى . وهو حسن . .
وقال المروزي : ذكر شهادته سبحانه على سبيل التعظيم لشهادة من ذكر بعده ، كقوله : { قُلِ الانفَالُ } إنتهى . .
ومشاركة الملائكة وأولي العلم لله تعالى في الشهادة . من حيث عطفا عليه لصحة نسبة الإعلام ، أو صحة نسبة الإظهار والبيان ، وإن اختلفت كيفية الإظهار والبيان من حيث أن إظهاره تعالى بخلق الدلائل ، وإظهار الملائكة بتقريرها للرسل ، والرسل لأولي العلم . .
وقال الواحدي : شهادة الله بيانه وإظهاره ، والشاهد هو العالم الذي بيّن ما علمه ، والله تعالى بيّن دلالات التوحيد بجميع ما خلق ، وشهادة الملائكة بمعنى بالإقرار كقوله : { هَاذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا } أي : أقررنا . فنسق شهادة الملائكة على شهادة الله ، وإن اختلفت معنىً ، لتماثلهما لفظاً . كقوله : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىّ } لأنها من الله الرحمة ، ومن الملائكة الأستغفار والدعاء وشهادة أولي العلم يحتمل الإقرار ويحتمل التبيين ، لأنهم أقرّوا وبينوا . إنتهى . .
وقال المؤرخ : شهد الله ، بلغة قيس بن غيلان . .
و { أُوْلُواْ * الْعِلْمِ } قيل : هم الأنبياء . وقيل : العلماء وقيل